شعار مكافحة الارهاب يقتل الشعب السوري – زكي الدروبي

شعار مكافحة الارهاب يقتل الشعب السوري – زكي الدروبي

 

بداية لابد من التأكيد على شعارات حزبنا التي تتلخص في اسقاط النظام والانتقال إلى الديمقراطية، ومكافحة الارهاب الغريب عن طبيعة شعبنا، والتأكيد على عدم انسجام شعوب المنطقة مع الفكر الارهابي المتطرف الوافد إلينا.

اختبأت قوى الاجرام العالمي خلف شعار مكافحة الارهاب وتدخلت في العراق، وأسست لجملة من المتغيرات مستغلة التنوع الطائفي والاثني الموجود، وفي النهاية تم تقسيم العراق ودفعه لاقتتال داخلي مذهبي منهك لشعبه ثم أضيف لاحقاً الاشتباك الاثني العرقي للاشتباك المذهبي الذي كان سائداً.

حملة مكافحة الارهاب انتقلت إلى سورية، وتحت هذا الشعار يقتل الشعب السوري، وتقصف بناه التحتية من مشافي ومستوصفات، ومحطات كهرباء، ومدارس، وأسواق، و… الخ تحت سمع وأنظار العالم الحر كله، والذي مازال مستمراً في صمته وصمه لآذانه، وغض النظر عن هذه المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري تحت ذريعة مكافحة الارهاب، حيث اتفقت روسيا وأمريكا المختلفتين على تقاسم مناطق النفوذ في سورية على قتل الشعب السوري، ولم نشهد سوى تنديدات اعلامية خجولة من الامم المتحدة، ومن مبعوثها ستيفان ديمستورا بالجرائم المتواصلة بحق المدنيين والأطفال والنساء من أبناء الشعب السوري الذي خرج مطالباً بحريته فاتفق على قتله كل قوى الإجرام المحلي والاقليمي والعالمي.

في تقرير بعنوان الكلفة الدامية رصدت الشبكة السورية لحقوق الانسان استشهاد 2286 مدني بينهم 674 طفلا و 504 سيدة منذ بدء قوات التحالف الدولي هجماتها في سورية في 23 ايلول 2014 وحتى 23 ايلول 2017 وارتكبت ما لا يقل عن 124 مجزرة وقصفت ما لا يقل عن 157 حالة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.

وفي تقرير آخر وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان مقتل 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و886 سيدة خلال عامين من التدخل العسكري الروسي إلى جانب نظام الأسد. وسجل التقرير ما لا يقل عن 707 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية منها 109 مسجد و143 مركز تربوي و 119 منشأة طبية واستخدمت روسيا الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة معظمها في محافظة ادلب بينما استخدمت الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرة معظمها في حلب، كما قتلت القوات الروسية 47 شخصاً من الكوادر الطبية بينهم 8 سيدات إضافة ل 24 شخصاً من كوادر الدفاع المدني و 16 من الكوادر الاعلامية وتسببت الهجمات الروسية في تعرض ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص للنزوح هرباً من القصف والتدمير.

تحت سمع وأنظار طيران التحالف، والطيران الروسي، وطيران نظام الأسد، تنتقل أفواج داعش من منطقة لمنطقة دون مساءلة، ورغم الصراع الروسي الايراني الأمريكي على مناطق النفوذ في سورية، إلا أنهم اتفقوا على قتل الشعب السوري، وتقاسموا هذه المهمة فيما بينهم، فالطيران الروسي يقصف في غوطة دمشق وريف حمص وريف حماه وادلب وريف حلب. والطيران الأمريكي يقصف دير الزور والرقة وباقي المناطق في الجزيرة السورية. وتركز هذه القوى على قتل أكبر قدر ممكن من الشعب السوري، وترك قوى الارهاب تسرح وتمرح، ويرمى لها طيران التحالف الذخائر بالخطأ، وينسحب النظام من مناطق كانت تحت سيطرته في مسرحية مكشوفة، تكررت مراراً وتكراراً، تاركاً وراءه الأسلحة والذخائر لتغتنمها قوى الارهاب بسهولة، ويتضح تماماً أن قوات التحالف والقوات الروسية تستهدف المدنيين، وقوى الجيش الحر والمراكز الحيوية المدنية، وتبتعد عن استهداف القوى الارهابية المتطرفة، وتقتل وتهجر أكبر قدر من الشعب السوري، في سبيل تأمين استمرار وجودها، وتدخلها في المنطقة بذريعة مكافحة الارهاب.

الجميع تخاذل عن دعم الشعب السوري للوصول إلى حريته التي انتفض من أجلها، حتى أن أصدقاء الثورة السورية انضموا لجوقة محاربة الارهاب، والكل يعرف أن مكافحة الإرهاب يجب أن تتم عن طريق ردم البؤرة التي تنتج هذا الارهاب، وأول خطوة في طريق مكافحة الارهاب تكون عبر اسقاط النظام، وينتهي الطريق باحترام رغبة الشعب السوري بالحرية والعدالة الاجتماعية.

  • Social Links:

Leave a Reply