السجل السوري الأسود! – فايز سارة

السجل السوري الأسود! – فايز سارة

تستحق الكارثة السورية، ان يكون لها سجل اسود، يؤرخ لاحداثها، بما شهدته سوريا من احداث، وما عايشه السوريون من نكبات ومصائب، تجاوزت كل ما أصاب العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل نحو سبعين عاماً مضت.

غير ان السجل السوري الأسود، لاينبغي ان يقتصر على تسجيل الاحداث، بل عليه ان يوثق أسماء من كانوا من صناعها والقائمين عليها المباشرين وغير المباشرين. فلا يقتصر الامر على من اطلق النار على المتظاهرين الأوائل السلميين في درعا وبقية المدن والقرى، وان يوضع قبلهم أسماء الذين اصدروا الأوامر بقتل المتظاهرين، وان لايشمل فقط أسماء من اعتقلوا السوريين من بيوتهم ومن الشوارع والساحات والمحلات، وكذلك الذين عذبوا المعتقلين، ومات عشرات الالاف بين أيديهم تحت التعذيب، وأسماء الذين قصفوا المناطق الآهلة بالسكان بما فيها المدارس والجامعات والمشافي، والذين حاصروا مدناً وقرى، وتسببوا بموت سكانها جوعاً او لعدم وجود ادوية ومعدات طبية، تساعد في اسعاف المرضى وعلاجهم، وكلهم لم يفعلوا ذلك دون أوامر من أصحاب القرار في نظام الأسد الذي لم يجد طريقاً آخراً للرد على مطالب السوريين بالحرية والكرامة ومن اجل مستقبل آخر للسوريين وبلادهم.

في القائمة الأولى للسجل الأسود السوري، سيكون رأس النظام في اول الأسماء، ثم تتوالى أسماء اركانه من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين وقادة الميلشيات، وصولاً الى ادواتهم الذين نفذوا جرائم النظام وارتكاباته، التي أوصلت السوريين وبلدهم الى الكارثة.

اما القائمة الثانية في السجل السوري الأسود، فلابد ان تضم الذين تحالفوا مع نظام الاسد في مواجهة الشعب السوري، فحافظوا على بقائه من جهة، وأمنوا استمرار خط جرائمه من جهة ثانية، وحيث استشعروا إمكانيات سقوطه، اندفعوا للقتال الى جانبه، فوسعوا نطاق تلك الجرائم، ونوعوها بما لم يكن النظام قادراً على القيام به، وفي القائمة سيكون اسم حزب الله وقادته، وقادة نظام ملالي ايران، وقادة نظام المافيا الروسي وجنرالاته وجنوده الذين خططوا للحرب على السوريين، وانخرطوا في عملياتها الدموية.

والقائمة الثالثة في السجل الأسود السوري، يمكن ان تخصص لجماعات التطرف والإرهاب ماجاء منها عبر الحدود، او تلك التي أقامها متطرفون وارهابيون، استندوا الى ايدلوجيات دينية او قومية سعياً الى تطبيق اجندات، تصادر ثورة السوريين بالأسلمة والتطييف والتكريد، فمزقوا وحدة السوريين في مواجهة النظام، وشنوا الحرب على الثورة وادواتها السياسية والمدنية والعسكرية، وانهكوا قمعاً وأرهاباً وتدميراً وتجويعاً المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وجعلوها لقمة سائغة للنظام وحلفائه في وقت لاحق.

وللقائمة الرابعة في السجل الأسود السوري خصوصيتها، وتميزها عما سبقها من قوائم محسوبة على أعداء الشعب السوري وثورته. اذ ينبغي ان تخصص للجماعات السياسية والعسكرية وللشخصيات والفاعليات المستقلة، التي أعلنت انخراطها في ثورة السوريين، او ساهمت في فعالياتها وفي مؤسساتها وهيئاتها، وتسببت بمصائب سواء نتيجة اجنداتها السياسية او العسكرية او لتقصيرها واخطائها الكبيرة، فسببت خسارات للثورة وزيادة لعبء ومعاناة للسوريين وآلامهم.

ورغم ان محصلة السنوات السبع الماضية، تؤشر الى أسماء جماعات سياسية وعسكرية وشخصيات وفعاليات مستقلة، يمكن ان تكون في هذه القائمة، الا ان امراً كهذا بحاجة الى مزيد من تدقيق وتقويم للظروف والشروط، التي عاشتها الثورة، لتأكيد المؤشرات العامة بما أحاط بها من التباسات واختلاطات في الرؤى والمواقف ونتائجها.

وحتى لايكون الكلام عاماً، فانه يمكن التوقف عند حدث راهن، باعتباره احد مؤشرات لمن يمكن ان يكون في هذه القائمة من أسماء، والحدث هو مؤتمر سوتشي الذي دعت اليه روسيا لما سمته الحوار السوري-السوري، ووضعت له شروطاً تجعل من الحاضرين فيه، مجرد اشخاص يبصمون على تسوية روسية تكرس نظام الأسد، وتدفع السوريين الى حظيرته، وتعيد تسويقه للعالم دون حساب على ما أقترفه من جرائم بحق السوريين، وبهذا المعنى، فان كل من يحضر في سوتشي، ويوافق على مقرراته، ينبغي ان يكون في عداد القائمة الرابعة من السجل الأسود السوري.

  • Social Links:

Leave a Reply