مالذي لم الشامي على المغربي
صفوان موشلي
ولكن مالذي يجمع بوتين وروحاني واردوغان ؟ انها سورية التي أصبحت بسبب رئيسها المخصي كالأرملة التي ينطق باسمها المثل الشعبي” يامن عرفني أرملة ،شمر وجأني هرولة ” الجميع يريدون ان يثبتوا فحولتهم على الجغرافيا السورية! فجارنا رجب يريد ان يقاتل الأكراد في سوريا حتى لا يضطر لقتالهم في ديار بكر . أما روحاني فلن يستطيع نظامه الاستمرار الا بالهروب الى الامام فقد كان العمل المؤسس للجمهورية “الثورية ” هو تصدير “ثقافة اللطم ” وعندما تكف عن تصدير هذا المنتج الفاسد ستسقط سقوطا مدويا لانها لاتملك منتجا اخر تعادل به ميزان شرعية كينونتها الخاسر، انها سلعتها الوحيدة والتي تدفع لتسويقها مئات المليارات التي تجنيها من ريع النفط تاركة ملاين الجوعى والعاطلين عن العمل على طول الجمهورية الفارسية وعرضها .وهو هوس كسروي قديم بالوصول الى البحر الابيض وقد وصلوه مرتين لبضع سنين ثم عادوا القهقرى مهزومين شر هزيمة الا انهم مازالوا تحت هذا السواس القهري الذي لا علاج له الا الهزيمة .اما بوتين فداؤه اصعب وعقدته ارسخ وما يعانيه يشاطره فيه معظم الروس انها مشاعر الدونية واحتقار الذات التي تجدها عند بوتين امام اصهب البيت الابيض كما فيسالي امام هايلي و ناتاشا امام دانيلز. الجميع يبادر شاكيا لماذا تهينوننا فلا تشركوناولا تستشيرونا، ألسنا دولة نووية ونستطيع تفجير العالم اننا نسحق المدن ونقتل الاف لماذا لا تحترموننا ؟ ، لقد وضع خروتشوف حذاؤه على منصة الامم المتحدة ليتسول الاحترام الدولي وبوتين امر بسحق غروزني عله ينال بعضا من الاحترام ليعالج مركب النقص التاريخي في الشخصية الروسية من ايفان الرهيب مرورا باستالين وصولا الى بوتين لايهدأ مرضهم اللعين الا بسفك الدماء وافشال المؤامرات التي يحيكها العالم ضد “حكمتهم ” وجبروتهم ، ها انا ذا أهين “الرئيس السوري ” في حميميم وأمر بضرب دوما بالكيماوي ولا أخشى القانون الدولي أفلا استحق الاحترام هكذا يصرخ بوتين بألم مريض صرع مزمن لن يستطيع بوتين ان يدرك لماذا تكرهه شعوب القفقاس او الاكرانين وهو اليوم مصدوم من احتقار السورين له ، لكن ما يمضغ مرارته حقا استخفاف العالم الحر بقوته التي تشير استطلاعات الرأي ان الروس يقدرونها عاليا ، انه كأغلبية الشعب الروسي لم يمر بفترة نقاهة من متلازمة السادوخية الا سنوات اواخر العهد القيصري اثر انفتاح البرجوازية الناشئة حديثا على الثقافة الفرنسية وقد تم طي هذه البرهة سريعا مع الاسف في احتفالات النصر البلشفي عبر تصفية فيزيائية لتلك النخب على يد الزعيم المؤسس ، و ما زاد في الطين بلة ان القيصرالجديد نال تربية خاصة في أقبية المخابرات فأصابه ما أصابه من تشوهات المهنة لينطبق عليه المثل العربي” حَشَفَاً وَسُوْءَ كِيلة ” . بعد عدة تجارب مؤلمة سنت روما القديمة قانونا يمنع فيه قادة الجيوش من دخولها بعد اي معركة مظفرة الا بمرور عام تخبو فيها نشوة القوة والاستخفاف بالقوانين وفي كل مرة تم التغاضي عن هذا الشرط سارع القادة المنتصرين الى تحطيم البرلمان (مجلس الشيوخ) وتأسيس حكم امبرطوري قمعي لا يراعي مصالح الشعب لكنهم (الرومان) يسارعون لتقليم اظافر الدكتاتور والعودة لحكم المجلس.اما الروس فكان ديدنهم التماهي بعنف القيصرمنذ ان تعرف عليهم ابن فضلان كقبيلة متوحشة وحتى تنصيب حامل حقائب عمدة موسكو قيصرا نوويا مما رسخ العنف والقوة كقيمة عليا في الثقافة الروسية يمكن التضحية باي قيمة على اقدامها .احدا لا ينكر ان الروس وفي فترات الاستقرار تحت العنف قد اجتهدوا في الانتاج الفني والموسيقي والمعماري ولكنه بقي معلقا بقيم القوة ، ومن تجول في اوربا الشرقية زمن النفوذ السوفيتي يعرف منظر الكتلة الاسمنتية الضخمة (هذا الفن المعماري عرف باسم “الواقعية الاجتماعية” ) في كل مدينة كبيرة اوعاصمة شرقية بحجمها الهائل ولكنه القبيح تتوسط البيوت الشعبية الهزيلة وكأنها تقول لقد قهرناكم .البارحة احتفلت روسيا الاتحادية بعيد النصر على النازية و الفاشية وجابت شوارع المدن الرئيسة مسيرات مليونية حمل فيها الروس صور اجدادهم الذين قضو في الحرب العالمية وخطب القويصر الجديد قائلا لن نسمح بتشويه اوتغيير نتائج الحرب بعد ان استعرض في الساحة الحمراء اهم صنوف اسلحة الدمار الشامل والتي جربت بصفاقة ووحشية قل نظيرها على مدارس ومستشفيات سورية باحتفالية اشبه بهيجان قبيلة متوحشة منه الى دولة متحضرة والا كيف نقارب هذا العصاب الجمعي الذي يصل الى درجة الفصام لكائنات تحيي ذكرى ضحايها عبر التباهي بارتكاب مجازر بالاخر والتلويح بمزيد من الاجرام تحت شعار عدم المس بنتائج الحرب “المقدسة” .
صفوان موشلي
Social Links: