صحيفة ألمانية تكشف أسباب التصعيد الأخير بين تركيا وأمريكا وعلاقته بسوريا

صحيفة ألمانية تكشف أسباب التصعيد الأخير بين تركيا وأمريكا وعلاقته بسوريا

كشفت صحيفة “فيلت” الألمانية اليوم السبت عن أسباب التصعيد الأخير بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعلاقته بالوضع فيسوريا.

وقالت الصحيفة الألمانية في تقرير نشرته اليوم “إن تركيا تعول في سياستها الحالية في الشرق الأوسط على ضعف الموقف الأمريكي”، بحسب موقع “عربي21”.

وأضافت الصحيفة إن “الصراع ظاهريًا يتعلق بالقس الأمريكي المحتجز حتى الآن في تركيا، أندرو برونسون، الذي سجن لمدة سنتين وسعت إدارة ترامب لإطلاق سراحه من خلف الكواليس”.

وفي هذا الصدد نقلت الصحيفة عن مستشار الرئيس التركي، جميل أرتيم قوله: “إن الأمر لا يتعلق بالقس الأمريكي وإنما بالطرف الأقوى سلطة”، مضيفًا “فالولايات المتحدة لا زالت تتعامل بحماقة شديدة، ظنا منها أن العالم مازال يقوم على القطبية، مثلما كان أثناء وبعد الحرب الباردة، ولكن يبدو أنها غير مدركة أنه أصبح متعدد الأقطاب، حيث تتغير فيه موازين القوى باستمرار”.

وأفادت الصحيفة بأن الأتراك احتجزوا القس الأمريكي من أجل الضغط على الولايات المتحدة لتسليم فتح الله غولن، على خلفية تخطيطه لمحاولة الانقلاب الفاشلة سنة 2016.

وأشارت إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا، مرتبطة بزيارة الجنرال الأمريكي والقائد العام في حلف الناتو، كورتيس سكاباروتي، لأنقرة لتباحث الملف السوري، حيث تتصادم المصالح الأمريكية والتركية.

وأوضحت “فيلت” أن تركيا تطمح لأن يكون لها الكلمة العليا في سوريا والشرق الأوسط، بيد أن هذا الطموح يصطدم بكل من روسيا وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة. وتريدتركيا على المدى البعيد أن تتفوق على الجميع، لذلك يمثل استفزازها للجهات الفاعلة في المنطقة طريقة لقياس قدراتها وردود أفعالها.

وفي هذا السياق قال مستشار أردوغان، جميل أرتيم، إن الحكومة التركية تعتقد أن إيران هي العائق الوحيد أمام النفوذ التركي في المنطقة، بسبب تواجدها القوي في العراق وسوريا.

و بينت الصحيفة “بالنسبة للولايات المتحدة فنفوذها في تضاؤل مستمر، بسبب انخفاض حصتها في الاقتصاد العالمي، فضلاً عن أنها أصبحت مثقلة بالديون، بينما بدأت عملتها تفقد أهميتها في التجارة العالمية.

وأما روسيا فهي موجودة بالفعل في المنطقة، ولكن من المرجح أن يتبدد تأثيرها بمجرد خروج بوتين من الرئاسة، كما أنها لا تمثل قوة اقتصادية كبيرة مثل الولايات المتحدة، وجل ما تستطيع فعله هو التدخل العسكري الذي يكلفها الكثير من الأموال.

أما بالنسبة لإيران، فلطالما كانت الند القوي للأتراك على مدى قرون في المنطقة، وقد دارت بينها وبين الدولة العثمانية العديد من المعارك.

وفي الوقت الحالي، تسيطر إيران على العراق بصفة غير رسمية، ناهيك عن أنها تتحكم في مجريات الأحداث في سوريا ولبنان، بينما تفقد نفوذها فعليا في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الأكراد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد هم مصدر المشكلة بين الولايات المتحدة وتركيا، لأنهم يعتبرون الحليف الأقوى لواشنطن في المنطقة، التي تسعى بدورها إلى توسيع نفوذهم في سوريا، في المقابل، ترى تركيا أن الأكراد يهددون أمنها القومي، لذلك ترغب في أن يكون هذا الكيان خاضعًا لها.

وذكرت الصحيفة أن تركيا قادت عملية عسكرية شمال سوريا وسيطرت على مدينة عفرين الكردية، وأقامت نحو 12 قاعدة عسكرية في مدينة إدلب شمال سوريا، الخاضعة لسيطرة الفصائل.

وهددت أنقرة بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في سوريا بعد أن أعلن الأسد عن استعداده لاقتحام إدلب، مشيرة إلى أنها ستهاجم بعض المناطق التي يسيطر عليها الأمريكيون والأكراد.

وتعتقد أنقرة أن إيران وروسيا لن تتدخلا في حال تعرضت القوات الأمريكية أو الميليشيات الكردية التابعة لها للهزيمة في سوريا.

 وترى الصحيفة أن الخطوة القادمة، سواء هجوم النظام السوري على إدلب أو هجومتركيا على القوات الأمريكية، تمثل مخاطرة كبيرة قد تنهي طموح أنقرة السياسي في المنطقة.

وخلصت الصحيفة إلى أن تهديدات ترامب تتضمن رسالة مفادها أن واشنطن مازالت قوة مؤثرة في الشرق الأوسط بينما تركيا تشعر أنها في موقع قوة، وهي تتبع سياسة الصبر وتحاول استغلال كل نقاط ضعف الأطراف الفاعلة، بهدف اتخاذ خطوة جديدة نحو بسط نفوذها في المنطقة. ويبحث أردوغان حاليًا عن نقطة ضعف الولايات المتحدة.

  • Social Links:

Leave a Reply