قيادي عسكري سوري يكشف للشرق مواقع تصنيع النظام للأسلحة الكيماوية

قيادي عسكري سوري يكشف للشرق مواقع تصنيع النظام للأسلحة الكيماوية

في الذكرى الرابعة لمجزرة الكيماوي في خان شيخون والتي نفذها نظام القتل والاجرام الأسدي الغادر، تعيد الرافد نشر هذا الحوار الذي يوضح ماذا جرى في ذلك اليوم كي تبقى الذاكرة حية ولا ننسى ماذا حدث؟ وكيف حدث؟ ومن قام بالحدث؟.

الشرق – عبدالحميد قطب

قيادي عسكري سوري لـ”الشرق”: روسيا زوّدت النظام بالمعدات والخبراء لتصنيع الأسلحة الكيماوية

الطيران الروسي شارك في قصف خان شيخون بأكثر من 10 غارات متواصلة

تصنيع الكيماوي يتم داخل مراكز البحوث العلمية في جمريا وبرزة ومناطق أخرى

تطوير الجراثيم يتم في مختبرات الأكاديمية العسكرية في حلب ودمشق

نظام الأسد بات من أكثر الأنظمة إنتاجاً للأسلحة الكيماوية

الحديث عن تسليم النظام السلاح الكيماوي سابقاً “هرطقة وخداع”

النظام استبق قصفه خان شيخون بتدمير مستشفياتها ومراكزها الصحية

هدف النظام من قصف خان شيخون منع الثوار من تحرير حماة

حمّلت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، روسيا، مسؤولية ما أسفر عنه الهجوم الكيماوي على “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي، والذي أدى إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين السوريين معظمهم من الأطفال والنساء.

وقال المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين غالاواي، إن روسيا تتحمل المسؤولية لكونها الجهة المعنية بإزالة كل الأسلحة الكيماوية من الأراضي السورية.

وقد أثار استهداف النظام مدينة خان شيخون في ريف إدلب “شمالي سوريا” بأسلحة كيماوية، والذي أوقع أكثر من 100 قتيل مدني وأكثر من 400 مصاب بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء تنديدا دولياً واسعاً، واستدعى اجتماعا طارئا لمجلس الأمن الدولي، حيث استخدمت روسيا الفيتو لمنع إدانة النظام، مما جعل البعض يتهم روسيا بتزويد النظام بهذه الأسلحة.

“الشرق” التقت يامن أحمد القيادي العسكري في المعارضة السورية، حيث أكد أن روسيا زودت النظام السوري بالمعامل والمعدات والخبراء لتصنيع الأسلحة الكيماوية.

وكشف يامن في حواره مع الشرق مواقع تصنيع الأسلحة الكيماوية، والتي منها البحوث العلمية في جمريا، قرب دمشق، وكذلك في برزة بجبل قاسيون، والبحوث العلمية في حلب، والأكاديمية العسكرية في دمشق.

ونفى يامن تسليم النظام ما بحوزته من أسلحة قائلاً: الحديث عن تسليم النظام السلاح الكيماوي سابقاً “هرطقة وخداع”.

وأكد أن النظام دمر جميع المشافي والمراكز الطبية، قبل القصف بالكيماوي، حتى يعجز المواطنون وطواقم الإسعاف عن إغاثة وعلاج المرضى والجرحى، وبالتالي يتضاعف عدد القتلى.

وإلى نص الحوار..

* تحدثت بعض التقارير عن تزويد روسيا نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية التي استخدمها ضد الشعب السوري في أكثر من موقع كان آخرها منطقة خان شيخون.. ما صحة هذه التقارير؟

** بالفعل، لقد زودت روسيا النظام بالسلاح الكيماوي منذ عدة سنوات، والآن طورت الأمر بأن أسهمت في تزويده بوسائل تصنيعه داخل سوريا، ومنحته كل الإمكانات من مختبرات وتقنيات ومعامل مجهزة لإنتاج الكيماوي، بل وأشرفت على مراكز تصنيعه بخبراتها وخبرائها.

مواقع تصنيع الكيماوي

* أين يتم تصنيع هذه المواد في سوريا؟

** يتم تصنيعها في البحوث العلمية في جمريا، قرب دمشق، وفي برزة بجبل قاسيون، وهناك كل الضباط والخبراء من خريجي روسيا وكوريا، ويعملون تحت إشراف روسي إيراني مشترك، حيث يتم تصنيع وتطوير الصناعات الكيماوية والرؤوس الصاروخية الحاملة هذه المواد، وهذه المقار مشيدة تحت الأرض، ولا يسمح حتى للسوريين بالدخول إليها.

كما يتم أيضا تصنيع الكيماوي في البحوث العلمية في حلب، ويتم تطوير الجراثيم في مختبرات في الأكاديمية العسكرية في حلب، والبحوث العلمية في دمشق.

* يفهم من كلامك أن النظام السوري لديه اكتفاء ذاتي من الأسلحة الكيماوية؟

** بالفعل، فالآن لم يعد النظام بحاجة لمن يزوده بهذه الأسلحة، فقد بات من الأنظمة المنتجة للجراثيم الكيماوية، ويملك كميات كبيرة منها، أنتجها وطوّرها عبر سنين طويلة وليس الآن، كما يملك الآن التجهيزات والمختبرات والمعامل والخبرة الكافية لإنتاجها في أي وقت شاء.

النظام لم يسلم السلاح الكيماوي

* إذاً النظام لم يسلم الأسلحة الكيماوية بعد أن استخدمها في الغوطة الشرقية كما يدعي؟

** الحديث عن تسليم النظام السلاح الكيماوي سابقاً “هرطقة وخداع”، فقد يكون سلم اللجنة الدولية بقايا الأسلحة الكيماوية التي استخدمها في بعض المناطق، لكنه عاد وأنتج أضعافها مرة أخرى.

وطالما لم يجبر المجتمع الدولي النظام على تفكيك المنشآت والمختبرات، ومراكز البحوث التي تطورت وأنتجت الكيماوي بشكل دائم، فإن النظام سيستمر في صناعتها مرات أخرى، خاصة أن أساليب صناعة هذه الأسلحة، ووجود المعامل والخبراء والمواد تجعله يتمكن من إنتاجها بكل سهولة؛ لذلك يجب على المجتمع الدولي تفكيك البنى التحتية لإنتاج هذه المواد، وعدم الاكتفاء بمصادرة ما تم إنتاجه فقط.

مشاركة الروس في قصف خان شيخون

*هل تعتقد مشاركة الروس النظام في قصف خان شيخون؟

** بكل تأكيد، شارك الطيران الروسي في القصف التمهيدي، وبعد القصف بالكيماوي، بأكثر من 10 غارات متواصلة، على المواقع التي قصفها النظام بالكيماوي، حتى يمنع إسعاف المصابين والجرحى، ما تسبب في قتل عدد من طواقم الإغاثة والمسعفين والمنقذين للأهالي المصابين، لكنه لم يقذف الكيماوي، إنما من فعل ذلك هو الطيران العسكري التابع لنظام الأسد المجرم.

أسباب قصف خان شيخون

* برأيك لماذا قصف النظام مدينة خان شيخون تحديداً بالكيماوي؟

** لأن مدينة خان شيخون هي الأكثر كثافة سكانية في محافظ إدلب، كما لم يسبق حدوث عمليات عسكرية ضد النظام فيها، وبالتالي تعمد النظام قصفها حتى يضغط على الثوار ويوقف زحفهم نحو مدينة حماة.

وهذا ما حدث بالفعل بعد القصف، حيث قام النظام بإرسال رسائل إلى أهالي المدينة، يطلب منهم تشكيل وفد من المدينة، ليفاوضه ويوقع على اتفاق يمنع تقدم الثوار لتحرير مدينة حماة، خاصة أنه تلقى في الـ15 يوماً الماضية ضربات موجعة من قبل الثوار في ريف حماة، وهذا ما جعله يفقد توازنه، ويُقدم على قصف مدينة خان شيخون بالكيماوي.

* طالما أن العمليات العسكرية ضد النظام كانت في حماة وريفها وليست في خان شيخون.. فلماذا لم يقصف حماة وقصف خان شيخون؟

** بالفعل خان شيخون تقع إدارياً في محافظة إدلب، لكنها على تخوم ريف حماة، لذلك قصفها النظام حتى يمنع الثوار من التقدم، كما أنه اختار خان شيخون لأنها الأكثر من حيث الكثافة السكانية كما ذكرت.

ما حدث في خان شيخون

* صف لنا ما حدث في خان شيخون ؟

** ما حدث في خان شيخون، هو أن النظام الأسدي المجرم قام صباح يوم الثلاثاء الماضي 4/4، وتحديداً في الساعة 6.30 صباحا بقصف المدينة، حيث قام بشن عدة غارات بطائرات السوخوي 22، وصواريخ محملة بغاز الأعصاب “السارين” السام، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابات واسعة بين المدنيين بأعراض شملت تشنجات، وغزارة إفرازات في الطرق التنفسية، وشحوبا، وضيق حدقات شديد، “حدقات دبوسية”.

وقد تم نقل الإصابات إلى كافة المراكز والنقاط الطبية القريبة من المنطقة، لتقديم الإسعافات الأولية لهم، نظراً لخروج جميع مشافي المنطقة من الخدمة، بسبب استهدافها جميعاً من قبل الطيران الحربي الأسبوع الماضي، وآخرها مشفى المعرة المركزي.

مواقع القصف

* هل ركز النظام في قصفه على نقطة واحدة أم قصف عدة نقاط؟

** لقد قام النظام بقصف عدة نقاط في المدينة، فالنقطة الأولى بلغ عدد الإصابات 200 والشهداء 25 “أكثر من 70% أطفال” ونساء، بينهم أسرة كاملة، وفي نقطة ثانية 40 إصابة و3 شهداء، وفي نقطة ثالثة 20 إصابة و4 شهداء، وفي نقطة رابعة 20 إصابة وشهيد، وفي نقطة خامسة 17 شهيداً، وفي نقطة سادسة 10 شهداء.

وجميع النقاط السابقة تقع ضمن مسافة 25 كم من منطقة القصف، وبالتالي تجاوز عدد الشهداء أكثر 100 والمصابين أكثر 400 في حصيلة أولية، وقد ارتفع العدد الآن نظراً لخطورة إصابات المستهدفين.

قصف المستشفيات والمراكز الصحية

* تحدثت أن النظام استبق القصف بالسارين بتدمير المستشفيات والمراكز الصحية.. لماذا أقدم على هذه الخطوة؟

**نعم لقد تعمد النظام قبل قصف خان شيخون بالكيماوي، بتدمير جميع المشافي والمراكز الطبية، حتى إذا ما شن غاراته الكيماوية، يعجز الناس عن إغاثة وعلاج المرضى والجرحى، وبالتالي يتضاعف عدد القتلى.

ولولا أنه قد تم تحويل معظم الحالات الخطرة، والتي احتاجت للتنبيب إلى تركيا، عن طريق معبر باب الهوى، لعدم توفر شواغر في أقسام العناية المشددة في أي من مشافي الشمال السوري، بسبب انشغالها جميعا بمصابي الهجوم الكيماوي، لكان العدد قد زاد أكثر من ذلك.

وقد وفر الطرف التركي مشكوراً الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، من حمامات الماء، وخيم العزل إلى الأوكسجين بكمية كافية والأتروبين والبيرالودكسيم.

  • Social Links:

Leave a Reply