الثورة المضادة في الربيع العربي

الثورة المضادة في الربيع العربي

د. سلامة درويش

الكثير من الناس يفكرون بان الثورة بعد اسقاط الانظمة الحاكمة ستحقق نصرها وانها ستجلب لهم السعادة والرفاه والديموقراطية ثاني يوم من اسقاطها ،،،

اقول لا يمكن تحقق اهداف الثورة بمجرد اسقاط الحاكم،،،بل تحتاج لفترة طويلة من العمل والنشاط الثوري لكي تحقق اهداف ثورتك وان تمتلك اليات العمل السياسية والاقتصادية لانجاحها، وأن يكون لديك مرشد وضابط للعمل وهو الدستور الذي يتحكم بالعملية السياسية والاقتصادية وان يكون هناك قوى فاعلة من أحزاب وطنية ديموقراطية ومنظمات مجتمع مدني والنقابات المهنية ،ولا تنسى الثورة المضادة التي تقودها الكثير من التيارات التي لاتنسجم مع الديموقراطية والمدنية واهداف الثورة وبالتحالف مع مجموعة المنهزمين من النظام القديم،،،وهذا ماحصل بمصر وتونس وليبيا واليمن،،،

مصر:

انتفض الشعب المصري واسقط النظام وكانت ثورة شعبية شبابية عارمة استغلتها التيارات التي لاتنسجم اهدافها مع ثورة الشباب الطامح لبناء مستقبل ديموقراطي تعددي بعيدا عن الاقصاء، وبالاسلوب الديموقراطي الانتخابي وصلوا للحكم تيارات الاسلام السياسي ولكن وباستعجالهم لمصادرة ثورة الشباب لصالحهم والباسهابثوب اسلامي ادى الى ثورة ثانية  اسقطت ذلك التيار ومالبث ان جاء بعدها العسكر الذين استثمروا حركة الشباب في الثورة الثانية المناهض للاسلمة بان خطفوها وجيروها لصالحهم  وهذا لن يرضي الشعب ولا الشباب الثوري ورغم ركوب العسكر موجة الثورة ومحاولة لاجهاضها الا ان الثورة ستبقى مستمرة لحين وضعها على السكة الصحيحة وايجاد قيادة ثورية توصلها لتحقيق اهدافها،،،

تونس:

زهرة الربيع العربي وقاطرة حراكه الاولى،،نعم انها تسير ببطئ نحو تحقيق اهدافها الثورية رغم سيطرة الاسلاميين في الفترة الاولى وفشلهم مما اعطى فرصة لفلول النظام السابق بترتيب اوضاعه للاستيلاء على السلطة ديموقراطيا،،وهذه كلها ضمن اطار مايسمى الثورة المضادة،،لكن الثورة لم تنتهي ستستمر بطريها وستكنس هؤلاء،،

ليبيا واليمن ،،

عندما وضع الشعب رجله على العتبة الاولى من طريق الثورة نحو الديموقراطية واجريت انتخابات ديموقراطية وظهور تيارات دينية لاتؤمن بالديموقراطية لانها تخنقها وتنهي وجودها شعبيا لذلك انتفضت وعسكرت البلاد بدل القانون المدني الديموقراطي بدعم خارجي من دول لاتريد ثورات ديموقراطية ممكن تسقط عروشها  ،،،لذلك التحقوا بصفوف الثورة المضادة الاسلاميين وفلول الانظمة القديمة لكنهم سيفشلون وينهزمون لان الثورات مستمرة

سوريا،،

لم يسقط النظام ولن تنتصر الثورة بخطوتها الاولى،،

الا ان النظام نجح بعسكرة الثورة وغذى الثورة المضادة واوجد قادتها فاستعمل كل مايملك من اسلحة فتاكة للاجهاز على الثورة ولم ينجح وحولها الى تيارات اسلامية باطلاق قادة تلك التيارت من سجونه وغذاها طائفيا ولوجستيا بفتح الباب للقادمين من الخارج ودعوته لانصاره من نوع واحد طائفي  للدفاع عنه وجلب مقاتلين من إيران ولبنان وباكستان والعراق يحملون لون طائفي واحد محاولا إعطاء انطباع للعالم بأن الحرب طائفية ،،،بعد هذا الفشل فإن  الثورة المضادة تسير باتجاه الصراع بين مكوناتها الاسلامية من الجهتين وضد بعضهم البعض،،،وهذا لن يستمر وسينتهي عندما يسقط النظام ويتحول الشعب السوري نحو العمل السياسي من اجل الوصول للدولة المدنية الديموقراطية،،

كل هذا الاستعراض البسيط يجعلنا ان لانجلد الثورات ولا ان نسلم نهائيا للفلول او لتجار الدين بان يقودوا الثورات او نيأس ،،الثورات لن تنتهي او تفشل ولن تغلق ابوابها  بتسليم مفاتيحا لقادة الثورات المضادة،،،

من اهم منجزاتها الاولية،،،اسقطت انظمة مستبدة،،،،كسرت حاجز الخوف،،،،حركت طبيعة تفكير الشعوب وبدأت تميز بين جميع القوى السياسية والدينية،،،،الان تبحث عن قياداتها الحقيقية ،،،،،وفي نفس الوقت مازال يلعب في الوقت الضائع هم بقايا الانظمة القديمة والتيارات السياسية التي مازالت تحمل الايديولوجيا المتكلسة ان كانت قومية او يسارية او دينية سياسية بما تسمى حاملة منهج الاعتدال،،،،،الى جانب التيارات الدينية التكفيرية التي لم تستطع الخروج من شرنقة القتل والتكفير ،،،

رغم كل ذلك لم تقوم الثورات لارضاء من يستغلها بل قامت لدفن الماضي وبناء المستقبل الافضل لذلك لاتخافوا عليها فهي تسير في الطريق الصحيح.

  • Social Links:

Leave a Reply