ستة أشياء على بايدن مراعاتها بشأن لبنان – ترجمة الرافد:

ستة أشياء على بايدن مراعاتها بشأن لبنان – ترجمة الرافد:

بقلم إدوارد إم غابرييل وبول سالم

موقع :  THE HILL ترجمة الرافد

في ندوة عقدها معهد الشرق الأوسط وفرقة العمل الأمريكية الخاصة بلبنان ، قدمت مجموعة من الخبراء ، ست توصيات إلى إدارة بايدن تخص الوضع في لبنان ، تقترح إجراءات أمريكية عاجلة لوقف انزلاق دولة هذا البلد إلى الانهيار التام.  يعاني لبنان من أزمات مالية ومصرفية واقتصادية واجتماعية وصحية وسياسية متداخلة وفي الأسابيع الأخيرة ، حذر الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى أنهما على وشك الانهيار.

سيستغرق الفشل الكامل للدولة اللبنانية أسابيع من الاهمال حتى يتكشف ، لكن إصلاحه يتطلب عقودًا.  ستعود داعش والقاعدة بسرعة ملفتة، ومن ثم تدفق أمواج اللاجئين اللبنانيين والسوريين إلى قبرص وأوروبا ، سيتوسع حزب الله ويضاعف قوته . في حين تتضاءل حظوظ سحب لبنان عن حافة الهاوية ، لكن الجهد الدبلوماسي الفوري والمنسق يمكن أن يتجنب عقودًا من الفوضى الإضافية في هذا الجزء من العالم فإدارة بايدن لديها المصلحة والقدرة على قيادة مثل هذا الجهد الدولي .

ان المسؤولية الرئيسية عن إصلاح لبنان وإبعاده عن حافة الهاوية تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم .

في الواقع ،لقد  انخرط قطاع عريض من السكان في ثورة مفتوحة منذ أكتوبر 2019 ، للمطالبة بالتغيير السياسي ، والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي ، ووضع حد للفساد ، وإزالة الأوليغارشية الحاكمة . لكن السياسيين الطائفيين والميليشيات المتشبثة قاوموا جميع دعوات الإصلاح ووقفوا دون حراك يراقبوا كيف يغوص السكان بسرعة في الفقر واليأس.

لم يفت الأوان بعد على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على مساعدة شعب لبنان لتفادي كارثة طويلة الأمد .

وصيتنا الأولى تتناول العجز الأساسي في الحكم والإرادة السياسية ،فقد تنكرت النخبة الحاكمة لمسؤولياتها من فترات طويلة جراء الفساد الذي أصبح مزمنا ، مما أدى إلى تدهور اقتصادي واجتماعي مع عواقب إنسانية واجتماعية خطيرة. يجب أن تتواصل الجهود الدولية المتضافرة ، بقيادة الولايات المتحدة بما في ذلك فرنسا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج الرئيسية ، مع لبنان للضغط على القيادة السياسية في للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة كفؤة ونظيفة وذات عقلية إصلاحية. وهذا ضروري لوقف دوامة الانحدار الاجتماعي والاقتصادي ولتخفيف آلام الجمهور ، والانخراط مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي ، للعمل على إعادة لبنان إلى طريق الانتعاش الاقتصادي.

التوصية الثانية هي إنشاء صندوق دولي للمساعدات الطارئة يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر ، وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي ، ودعم قطاعي الصحة والتعليم المتعثرين ، وتوفير تمويل قصير الأجل للشركات للحفاظ على الوظائف الأساسية واستعادتها. على ان يعمل -الصندوق- مباشرة مع المجتمع المدني اللبناني والوكالات الدولية لتجنب مخاطر الفساد الرسمي الناجم عن تدخل الحكومة.

التوصية الثالثة هي استمرار دعم الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني ما انفك يلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على الوحدة الوطنية والنظام الداخلي كما ويوفر الاستقرار على طول الحدود مع سوريا وإسرائيل .ان  انهيار الجيش يعني الانهيار الكامل للدولة اللبنانية. نظرًا لانهيار العملة الوطنية التي فقدت ما يقرب من 90 بالمائة من قيمتها ، وتوقف رواتب الجنود عن شراء ما يكفي لإطعام عائلاتهم. لقد أطلق قائد الجيش ناقوس الخطر منذ أسبوعين مضيا محذرا ان الجيش اللبناني أصبح على حافة الانهيار. تتمتع الولايات المتحدة بشراكة طويلة وناجحة مع الجيش اللبناني. وخلال هذه الأزمة ، يجب على الولايات المتحدة العمل مع أصدقائنا في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لتقديم المساعدة المالية لإعالة عائلات الجنود وتمكين هذا الجيش من الحفاظ على دوره الأساسي في البلاد .ولا بد ان نشير الى اننا نتوقع من القوات المسلحة اللبنانية أن تواصل احترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية للمواطنين ، واحترام حق المواطنين في التظاهر السلمي.

يتضمن موجز السياسات ثلاث جهود طويلة الأمد: العمل مع حكومة لبنانية جديدة  تتمتع بالصلاحيات التي تمكنها  من العمل على الانتعاش الاقتصادي والمالي ؛ تعزيز جهود إدارة بايدن لتقوية الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم ؛ ومكافحة الفساد بشكل فعال.

تعود علاقات أمريكا مع لبنان إلى منتصف القرن التاسع عشر اذ يشترك الشعبان الأمريكي واللبناني في العديد من القيم المضمنة في المؤسسات التعليمية على النمط الأمريكي ، فالمجتمع اللبناني الأمريكي يبلغ قوامه مليوني شخص ، كما ويشترك اللبنانيون مع الأمريكيين في القيم الأمريكية المرتكزة على الروح الفردية الإبداعية   ، بما في ذلك الإيمان القوي بالديمقراطية والحكم الصالح ، واحترام حقوق الإنسان ، واقتصاد السوق النابض بالحياة ، وتمكين المرأة والمجتمعات المهمشة ، والتنوع الديني .

سيكون لانهيار لبنان عواقب مكلفة وطويلة الأمد. ويتماشى العمل الدبلوماسي العاجل لسحب لبنان عن حافة الهاوية مع مبادئ الولايات المتحدة ومصالح الأمن القومي الأمريكي وهي مبادئ تتماشى مع توجهات الرئيس بايدن في تركيزه على القيادة بالدبلوماسية لتجنب الصراعات المكلفة .  لذلك نهيب بإدارة بايدن أن تعمل وبسرعة مع الأصدقاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم لتجنب الانهيار الكامل للبنان ومساعدة اللبنانيين على دفع بلادهم إلى الأمام.

إدوارد غابرييل وبول ســـــــالم – ذا هيل .

  • Social Links:

Leave a Reply