نوار نوره البحرة
عينان!……
.
.
كانت الهَبوب حتى، تحكي عن عينيها…
عيناها شفافتان، يشف لونهما العجيب عن سويداء قلبها الأبيض الناصع، بالتماعاتٍ بلُّوريةٍ، أو كالجوهر المصقول،
جميلتان، حدود الحزن……
.
من ينظر عبرهما، يتوه في غياهب الألم والعناء…..!!!
في بئرٍ، بلا قرار……
.
طلب يدها الكثيرون، سادةٌ وأمراء الصحراء القريبة والبعيدة، تجارُ الحريرِ العابرون، وبشرٌ عاديون، سلبتهم راحة بالهم، نظرةٌ واحدةٌ من عناء القلب!….
.
فاز بها، أمير البادية، باسط النفوذ، على محيط مدينتها الريفية البدوية الصغيرة، تعوم مآذنها وناقوس كنيستها الوحيده، بين بحر متلاطم الأمواج من المضارب المترامية، حتى الآفاق الأربعه، كعسس مدينة نائمة، مؤنثه!…..
.
.
ضمها إلى زوجاته، المعلنات والسريات، وجوارية لا تحصين!
.
لم تعد فحولته تتسع لمزيد من الاقتسام، وقد أُغلق قلبه، منذ خفرت، ربات الخدور، سريره الحريري، الموشَّى بالجواري!…..
.
أنجبت منه، جاريةً، تحمل، ذات عينيها الحزينتين العميقتين، مفتوحتين على زعل القلب!!!.
.
انتابها رعب الأمهات، لايوصف
تخيلت مأساتها، تسترسل عبر لظى قلبها، الذي اشتعل بأكبر الحرائق، لحظة لمحت العينين النجلاوين الجميلتين، تكادان لاتفسحان لباقي ملامح الوجه الصغير بحجم تفاحةٍ سُكَّريةٍ!…
.
غطت وجه الوليدة بخمارها الحريري، في سعار حمى هذيان طاغ، انتاب قلبها الموجوع بالحزن والفقد!………
.
كتمت أنفاس الرضيعة
حتى لفظت الحزن الأخير، الذي أتيح لها لحظة الولاده!…….
.
وغرست أظافرها عميقاً في محجر عينيها هي، سبب المصيبات……
اقتلعتهما، وضعتهما في المهد البارد، قرب الرضيعة التي لفظت أنفاسها………
.
ثم هامت على وجهها في الصحراء التي أظلمت فجأةً، غارقةً بدمها، سال وراءها، حتى وادي الموت!……..
Social Links: