الطائفية كهوية أيدلوجيه …المحامي -وائل الزهراوي

الطائفية كهوية أيدلوجيه …المحامي -وائل الزهراوي

تتكشف المجتمعات العربية على واقع طائفي غير مسبوق في تاريخها الجيوسساسي .. فلم يحصل أن قرأنا في تاريخ المنطقة العربية كلها عن نزوع الأيدلوجيا الطائفية إلى حد تصبح فيه أيدلوجيا سياسية ..

فمن العراق الذي يلفظ انفاسه كوطن أمام الصراع الإثني بين السنة والشيعة إلى البحرين البلد الذي يبدو هادئا بينما تغلي تحته الطائفيه بشكل مفجع إلى اليمين الذي يمثل الاصطفاف الدولي الطائفي كمحورين اساسيين السعودية – إيران إلى سوريا التي أمست مأساة العصر الحديث والتي بات الصراع فيها طائفيا بحتا وهو المحطة المدروسه مسبقا التي رسمها النظام الاسدي لكي تكون له تكئة يتذرع منها بقتل الأبرياء بالمئات يوميا وعلى مرأى العالم دون أن يحرك ذلك شيء …

إن صعود الإسلامويه الرديكالية التي بدأت منذ فشل مشروع النهضه العربية في اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كان نقطة تحول هامة في تغيير وجهة الوعي العربي من النهضة الى التعبئة … وهذه الأخيره هي بيئة خصبة لتقليص الديموقراطيات والحريات السياسية والاجتماعيه لصالح الغاية التي تسوق لها الدولة على انها باب الخلاص وبالتالي تكون منبرا خصبا لتنامي الأصولية التي غالبا ما تجد لها مكانا في ظل حاجة الناس العميقه للإيمان حين يجدون أنفسهم على مفترق طرق المستقبل السياسي والقومي والإجتماعي ….

لكن الذي نلاحظه بشكل أعمق هو أن الأصولية الطائفية والرديكالية الدينية رغم كل ما ترتكبه اليوم من فضائع باسم الله وباسم الدين والاخلاص للإيمان لا تستطيع أن تخفي أن هذا آخر مافي جعبتها المثقوبة مسبقا … وأن ما تظهره اليوم من اصرار على الوصول للمبتغى هو اصرار بحجم حالة الافلاس التي يعيها منظروها ومهندسوها ان كانو من الملالي في طهران وان كانو من صحابة البغداي أمير المتوحشين …

ومن هنا نرى ان ما يجري اليوم في منطقتنا العربية رغم قتامة الواقع ومرارة المأساة يؤسس لولادة وعي جديد يقوم على اسقاط اسباب الدم وهي النزعة الدينية بغطاء وطني .. الى منظومه علمانية ديموقراطيه جامعه يدعمها كل المتنورين من ابناء منطقتنا الغنية بالمبدعين ..

هذا الضوء الوحيد هي الحبر الأخير الذي نكتب به اليوم رؤية المستقبل…..

  • Social Links:

Leave a Reply