الرقة 	تحرير مرتقب …أم احتلال آخر	 صبحي دسوقي

الرقة تحرير مرتقب …أم احتلال آخر صبحي دسوقي

 هناك قرار أمريكي بمنع العرب السنة في العراق وسورية من تحرير مدنهم وعدم تسليحهم ، لأن أهل السنة لا يستحقون الحياة ، والديمقراطية الوحيدة التي يسمحون لهم بها هي ديمقراطية الموت، والإنسان الجيد هو الميت فقط برأيهم، والهدف الذي يريدون تحقيقه هو إطالة أمد الصراع والاقتتال والحروب بين المكونات وتأجيج روح الانتقام والحقد والكراهية والثأر، وفي النهاية إحداث تغيير في الورديات والمسميات وتبادل في الأدوار والمهام لأذرعهم في المنطقة. وما يخطط لسوريا وللرقة حالياً ينطلق من هذا المخطط ، فهم يريدون استمرار القتل والتدمير بهدف الربح من بيع السلاح، وفي المستقبل الكسب من إعادة بناء ما تدمًر بسوريا، على حساب دماء شعبنا. الرقة التي أنشأت عام 242 قبل الميلاد، وسميت في البداية كالينيكوس، وهي من أقدم مدن العالم، تعرضت للخراب ثلاث مرات في تاريخها: في عام /679/ هـ استولى عليها التتار فخربوها . حلً الطاعون بها في سنة /749/هـ ،ورحل عنها من بقي حياً من أهلها.

أغار المغول عليها وخربوها في عام /1228/م. تحرير كلها تسميات مطروحة وتندرج تحت مسمى (سوريا المفيدة) وكلها تلمح إلى خراب رابع ينتظرها، لأن وضع الرقة يرتبط بالمصالح الدولية والتوافق بينها دون الاهتمام بها وبسكانها، الرقة في مواجهة أوباش يقودهم الحقد والكراهية لشعب أراد الحرية والكرامة فحورب من كل طواغيت الكون. تتسارع الأحداث والمعركة التي أعلنت عنها أمريكا، وبدأت ملامحها تظهر أكثر فأكثر، وتعتبر الزيارة التي قام بها قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال (جوي فوتيل) مؤخراً إلى شمال سوريا هي الجزء النهائي من الخطة. الأميركيون حصروا جهودهم بتأمين خطوط الدعم والإمداد، وعلى الأغلب ستنسحب داعش وتسلم الرقة للميليشيات، بنفس الأسلوب الذي سلمت فيه ( تل أبيض وتدمر والعديد من المناطق الأخرى)، وهذا تأكيد على صحة حديثنا منذ بداية الثورة أن هناك مخطط كبير يتم العمل عليه لتقسيم سورية. والحديث الذي يجري تداوله عن تحركات عسكرية باتجاه مدينة الرقة ، دفع الحراك الشعبي في محافظة الرقة، لاعتبار أي قوة عسكرية تدخل المدينة هي قوة عسكرية محتلة للمدينة ، ما لم تكن هذه القوة تحت راية الجيش الحر، وعلى رأس هذه القوة أبناء الرقة . المخطط مخيف في حال تنفيذه وتحقيق هدفه في إطالة الاقتتال بين كل مكونات الشعب السوري، وتفتيت النسيج الواحد والعمل على افتراقه واختلافه ، وسيكون له تأثيره السلبي المباشر على منفذيه، وستكون هناك أنهر من الدماء، ولن تنطفيء جذوة الحقد والرغبة بالثأر ممن وقف مع الطغاة وساهم بخراب الرقة.

  • Social Links:

Leave a Reply