براءة بركات
أطلق مجموعة من النشطاء في داخل وخارج سورية حملة ، وهاشتاغ بعنوان ( #لا_للتهجير_القسري في سورية، لن أغادر أرضي)، تضمنت الحملة عدة أنشطة ينوي النشطاء السوريون في الداخل ،والخارج تنفيذها ، للفت الرأي العام الدولي، والضغط على حكومات العالم لرفض سياسة نظام الأسد بتهجيرهم من أراضيهم ،ومدنهم بسبب سياسة الحصار والتجويع ،مضافاً إليها القصف الإجرامي .
تتضمن الحملة مجموعة من الأنشطة ،ومنها وقفات ،ومظاهرات متزامنة بعدد من المدن ، والعواصم العالمية مثل لنجن ونيويورك ،وبرلين ،واسطنبول ،وبيروت بالتزامن مع وقفات ،ومظاهرات مشابهة ستجري في الداخل السوري يوم السبت 8/10/2016 حسب إمكانيات النشطاء في الداخل وحسب الوضع الأمني عندهم، كما يجري التحضير لصناعة فيلم قصير ضد التهجير، يتضمن لقاءات من داخل سوريا تجرى مع الأطفال ،وكبار السن ،والقاطنين المدنيين في المناطق المحاصرة ، والمهجرين من مدنهم وقراهم، يرفعون فيها شعار ( لا للتهجير القسري في سوريا ) ( لن أغادر أرضي ) تأكيداً على التمسك بالبلاد، وكسر الحصار . وعن خطورة الوضع الأمني في الداخل أكد لنا الزميل محمد حسان أحد الأعضاء المؤسسين للحملة ، أن المظاهرات في الداخل السوري محكومة بعوامل أهمها، ضرورة اتقاء شر قصفها من قبل قوات النظام، لهذا توجد أماكن يمكن لشباب الداخل إقامة اعتصامات فيها ، وتوجد أماكن لا يمكن إجراء اعتصامات فيها ، وستستبدل المظاهرات في هذه الأماكن بأي نشاط مدني يحقق الفكرة من الحملة ، وهي رفض التهجير، والتشبث بالأرض ومن الأفكار على سبيل المثال لا الحصر: إطلاق بوالين مكتوب عليها لا للتهجير القسري – لا للتغير الديمغرافي – لن أغادر أرضي .. الخ ، وكتابة الشعارات على الجدران ، أو حمل لافتة وتصويرها ،أو يمكن التظاهر بداخل المنازل ،أو الملاجئ ،أو الاماكن المغلقة حتى ….. الخ .
كما تسعى الحملة لتحضير ملف عمليات التهجير القسري تحضيراً، لرفعه للأمم المتحدة، وللمطالبة بلجنة تحقيق كون هذا الفعل يعد جريمة حرب. ودعا منظموا الحملة للتوقيع على بيان يرفض فكرة التهجير القسري وقالوا فيه :
لا يخفى على أحد من السوريين أن هدف النظام هو الاستعداد لتقسيم سورية ، وتحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية ، وحماية المناطق التي يريد ضمها إلى دويلته بمستوطنين جدد يتم جلبهم من طائفة معينة ،ربما يستوردها من إيران، ومن العراق ،وأفغانستان ، لتشكل حاضناً ودرعاً يحمي حدود دويلته ، ولا يستبعد أن يكون من بين أهدافه تجميع هذه الشريحة الكبيرة المهجرة التي نمت فيها المعارضة الثائرة ضد القمع والظلم والاستبداد ، تجميعها في منطقة واحدة تكون بعد نجاح خطته منطقة عقاب وتصفية وإبادة جماعية ، وربما يستلهم النظام من حليفه الروسي خطته في جعل (إدلب مثلاً ) التي يهجر إليها المحاصرون ( غروزني سورية ) تتم إبادتها بمعونة روسيا ،وإيران ،وميليشياتها الطائفية بذريعة محاربة الإرهاب ، وقد ترددت كثيراً فكرة (مصيدة الذباب ) التي تجر إليها بعض قوى مكافحة الإرهاب ،لتقع في فخ أعده النظام ،وحلفاؤه للقضاء على الأكثرية من الشعب السوري بتهمة مصطنعة تسميه حاضناً للتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي أوجد النظام فرص ظهورها للتعمية على الثورة الشعبية التي انطلقت سلمية في مواجهة بطشه ،وحله العسكري الإجرامي ، مع أن هذه الشريحة الكبرى هي التي هتفت من البداية ( الشعب السوري واحد ) .
ولقد نجح النظام في خلق ظروف مأساوية فجائعية اضطرت أكثر من عشرة ملايين من المواطنين السوريين إلى النزوح من مناطق سكناهم ، والهرب من القصف المدمر ، وقد هدمت منازلهم وأبيدت قراهم ، وتعرضت مدنهم للدمار الشامل ، كما تعرض أبناؤهم للإعتقال العشوائي ، وكثير منهم قضوا شهداء تحت التعذيب الوحشي ، كما خشي كثير منهم على عرضه أمام فظاعة ما يرتكبه الشبيحة من انتهاكات وجرائم ، وأوشكت سورية أن تفرغ من سكانها ، لولا تمسك من تشبثوا بتراب الوطن ، وقبلوا البقاء على الضراء ،وعلى معاناة لامثيل لها في سنوات الحصار ، وقد ذاقوا مرارة الجوع والمرض ،والخوف المقيم على أبنائهم وأطفالهم من موت يلاحقهم ،ومن وحشية تهددهم ، وفضل كثير منهم الموت على المذلة ، وقد رأى العالم صور المتضورين جوعاً ، والنازفين جراحاً ، والصابرين أشباحاً ، كما رأى صور المقتولين تعذيباً ، والمدفونين أحياء ، وقد صبر الباقون تحدياً وتصدياً ، وإيماناً بحقهم في إنهاء ما يتعرضون له من ظلم ، وفي بناء دولة الكرامة والحرية اللتين انطلقت من أجلهما التظاهرات السلمية قبل أن يجرها النظام إلى ساحات الدماء ، وقد استعان النظام على شعبه بمن استقدمهم لقتل شعبه ، فأوقع سورية تحت احتلالين عسكريين ، من إيران وروسيا ، وملأها بالشبيحة والميليشيات الطائفية ، ولم يجد المحاصرون الصامدون الصابرون عوناً دولياً جاداً لفك الحصار ، وقد استنفذوا طاقاتهم في مواجهة دول عظمى تحاربهم ، ووحشية مريعة ، وقد أحكم النظام الحصار وبدأ خطته بما سماها المصالحات ، وهدفها العملي تفريغ المناطق المحاصرة من سكانها ، وقد شاهد العالم مأساة داريا والمعضمية ومضايا والزبداني ، وهو يشاهد اليوم مأساة حيّ الوعر ، وسيتابع النظام خطة التهجير القسري بعد خطة إجبار الشعب على النزوح ، في ديرالزور، والغوطة ،وقدسيا ،والهامة ،ووادي بردى، ولا نستبعد أن تمتد خطة التهجير والتغيير الديموغرافي إلى حلب التي كانت تضم ستة ملايين مواطن ، ولم يبق فيها إلا أقل من ثلاثمائة ألف يسعى النظام إلى إطباق الحصار عليهم ،كي يجبرهم على الهجرة أيضاً ، فلا يبقى في سورية التي سماها المفيدة ،غير أنصاره وأشياعه . ولايخفى على أهلنا السوريين في الداخل ، والخارج حجم الحاجة الماسة إلى أدنى مقومات الحياة في مناطق الحصار .
لقد انتشرت الأوبئة بسبب فقدان الدواء ، وتعرض الجميع للأمراض بسبب الجوع ، وسوء التغذية وفقدان الأدوية ،ودمار العيادات، والمشافي ، والتلوث البيئي جراء القصف بالأسلحة الكيمائية ،ومن أشهرها الكلور ، ومن أخطر ما تعانيه مناطق الحصار توقف التعليم ، مما سيجعل جيلاً قادماً حرم من التعلم أمياً في القرن الحادي والعشرين .
إننا ندعو أهلنا السوريين في الخارج بشكل خاص إلى القيام بتظاهرات ،واعتصامات ، ووضع خطط إعلامية للتواصل مع شعوب العالم ،وفضح ممارسات النظام ، وللضغط المعنوي على المنظمات الدولية ،وتجمعات المجتمعات المدنية لدفع الحكومات إلى العمل على إيقاف هذه الجرائم ، ولابد لنا من أن نذكر أهلنا بأهمية أن تتوحد شعاراتهم ،وراياتهم ، فتكون راية الثورة تعبيراً عن وحدتهم وتماسكهم ، وأن تكون الهتافات موحدة والمطالب واحدة .أهالي المناطق المحاصرة في سوريا “دير الزور، حلب، ريف حمص الشمالى، معضمية الشام، الزبداني، مضايا، قدسيا، المهمة، وادي بردي، الغوطة الشرقية”.
Social Links: