السفير (بسام العمادي) يكتب عن سر التحول الروسي نحو تركيا ..

السفير (بسام العمادي) يكتب عن سر التحول الروسي نحو تركيا ..

السفير بسام العمادي : كلنا شركاء

التحول الروسي نحو تركيا أسبابه عدة أهمها :

– روسيا تريد إنهاء تدخلها بعد أن أنهكت وأدركت عدم القدرة على إنهاء الثورة بالسرعة التي قدرتها.

– اتساع الهوة بين الأهداف الروسية والأهداف الإيرانية خاصة بعد حلب.

فالروس بعكس الإيرانيين يهمهم بقاء النظام وليس بالضرورة بقاء بشار.

– انكشاف حقيقة جيش بشار (أبوشحاطة) الذي لم ولن يستطيع الحفاظ على معظم ماتم استرداده وآخره تدمر، إذ حسب قول أحد أهم المحللين الروس المقرب من الكرملن بأن هذا الجيش هرب من أول طلقة أطلقتها داعش وترك الميدان وراءه.

– الإيرانيون لايقومون بما هو متوقع منهم ولهم أهداف انتقامية وتوسعية ويهتمون بالغنائم ويسرقون السلاح المعطى إليهم وأساؤوا لصورة روسيا (إذا لم تصل إلى الحضيض بعد)

– ماحدث في حلب يحفظ ماء وجه روسيا بأنها حققت أهداف تدخلها وهو تمكين النظام من أهم المدن والمناطق في سورية.

– تم تأمين الساحل الذي يحوي على القاعدة البحرية والجوية والغاز والنفظ – تم تكبيل النظام باتفاقيات تعطي روسيا مكاسب الإحتلال دون دفع ثمنه. – مكاسب روسيا وصلت إلى القمة الممكنة، وخاصة في فترة الفراغ الأمريكي، وما سيأتي بعد ذلك سيكون نزول من القمة.

– إتفاق حلب – الباب أثبت امكانية الوصول إلى حلول وسط مع تركيا وقدرتها على تنفيذه. هذه الأسباب جعلت خروج روسيا أفضل لها من الاستمرار. ولأن الايرانيين لهم اجندة اخرى، توجهت روسيا إلى تركيا التي يهمها عدم وقوع سورية في أيدي إيران.

وقد تم الاتفاق على الاستانة كمقر جديد للمفاوضات للخروج من عباءة جينيف والغرب والقرارات الدولية، فتركيا البراغماتية تستطيع الضغط على الأطراف العسكرية والسياسية السورية التي بمعظمها ترتبط بها للمشاركة في الاستانة

– هذا إذا كان من سيذهب أصلا في حاجة إلى ضغوط عليه للذهاب إلى هناك، خاصة فيما نراه من تسابق للحصول على جزء من الكعكة التي لم تطبخ بعد. ويأتي تصريح حجاب في كوبنهاغن الذي لاينفي الذهاب الى الاستانة لكنه يؤكد على وجود المرجعيات الدولية، مما يعني أنه لا أهمية للمكان بالرغم من ارتباطه بالقرارات الدولية والمشاركين في اتخاذها، ولكن لم يظهر بعد رأي الأطراف الأخرى المفترض أنها شريكة في قرار الهيئة.

يبقى انتظار رد الفعل الأمريكي الذي لايبدو مهتما كثيرا بما يجري في سورية، خاصة وأن تعيين وزير الخارجية الجديد يبين أن الإدارة الامريكية لن تكون بعيدة عن التفاهم مع الروس في القضايا الأهم كالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، هذا مع الأخذ بالاعتبار أن اسرائيل تنسق مع روسيا، وأن الاتفاق التركي الروسي المضاد لإيران يصب أيضا في مصلحتها لأن إيران المنافس الأهم لها في المنطقة، والعدو الأول بعد انتهاء العراق وسورية كخطر محتمل.

الذهاب إلى الاستانة فيه مخاطر كثيرة أهمها أنه إذا لم يكن الوفد المفاوض لديه الاستقلالية والقوة المستمدة من الشعب والأرض فسوف يضطر لتقديم التنازلات، وبالتالي لن يكون اتفاقه مقبولا شعبيا، خاصة أنه بعد حلب أصبحت الأمور في طور إعادة التوازن.

الخطر الآخر هو حشر مجموعات موسكو والاستانة التي ستعتبرهم موسكو جزءا من المعارضة وبالتالي تتحول المفاوضات إلى مهزلة. الخطر الثالث هو عدم وجود تنسيق حقيقي بين مكونات الهيئة العليا، وأيضا خروج بعض الفصائل منها، وبعض الموجود فيها لاتأثير له على الأرض مما سيؤدي إلى مزيد من التشتت.

المشكلة الآخرى هي الأكراد المنقسمين بين صالح مسلم واللاإنفصاليين، وأيضا الغرب ومحاربة الإرهاب التي ستستمر وربما تتوسع إذا خرج الغرب من الاتفاق المحتمل او القدرة على التأثير على مخارجه. وفي حال حدوث اتفاق سينشأ خطر آخر لأن من يرفضه في الداخل السوري سيستهدف بالقصف الوحشي بتهمة الإرهاب.

  • Social Links:

Leave a Reply