تعاني منطقتنا منذ عقود طويله من التطرف الذي يعني نفي الآخر ومقاومته واعتباره عدوا لايمكن التعايش معه .. والتطرف ينتج الإستبداد دائما.
لقد عانت منطقتنا من تطرف القومين العرب الذين خاضوا حروبا كثيره مع القوميات الاخرى وفرضوا هيمنتهم عليها ، فأنتجوا انظمة استبدادية عانت منها شعوبنا كثيرا …وانتجت وانظمة عسكريه وفئات طفيليه وعوائل حاكمه ، تدفع بلادنا ثمنا غاليا من اجل دحر هذا الشكل من التطرف… وثورات الربيع العربي انتشرت في البلدان التي انتشر وحكمها المتطرفون ..
والتطرف ينتج التطرف، فالتطرف الذي ساد انتج تطرفا اخر مقابل له مثل التطرف الديني الذي انتشر والتطرف القومي الذي يظهر في العديد من المناطق والذي سينتج حروبا ودماء ايضا ..
ويؤكد التاريخ ان التطرف في فورته الاولى يجمع قوى جماهيريه واسعه تصمت وتبرر كل المخالفات التي يمارسها التيار القومي او الديني المعني ، وتصم اذانها عن النداءات التي تصدر من القوى والتيارات التقدمية غالبا تحذر من نتائجالكارثيه لهذه الجائحه .
فلم يسمع التيار الوحدوي الملاحظات الذي قدمها الشيوعيون اثناء مناقشة الوحدة السوريه المصرين والتي كانت تؤكد على التعدديه السياسيه واستمرار الحريات السياسيه ورفض حل الاحزاب ورفض الاندماج الفوري …الخ ، وعانا الشيوعيين ماعانوا من قتل وسجن وتهجير نتيجة مواقفهم ..رغم ان العديد من المفكرين الماركسيين ساروا مع موجة التطرف القومي التي كانت سائده وحل الحزب الشيوعي المصري نفسه مساهما في انتاج النظام الاستبدادي ..الذي اوصل المشروع القومي العري الى هزيمة مروعه في حرب ١٩٦٧ والى الخيانه الوطنيه في عهد السادات ..
وهكذا فقد ذبخ المتطرفون في الثورة الجزائريه الشيوعيون عندما قررالحزب التحاق مناضليه بالثورة في جبال الجزائر ..وهذا ماتم في العراق والسودان..وفي ايران عندما اعتقد حزب توده انه يمكن ان يتعامل مع ثورة الخميني فقدم اسماء مناضليه لحكومة الخميني التي سارعت لاعتقالهم وقتلهم ..
والتطرف وجد وبصورة قاسيه في الحركة الشيوعية العالميه ..
فكان قرار الحزب الشيوعي السوفيتي بالانفراد بالسلطه عملا متطرفا ذهب ضحيته الوف المناضلين من اجل الحريه التي تعني رفض التطرف ،،،ثم انهارت التجربه التي كانت حلم البشريه ، ونهبت المافيات التي انتجها حكم الحزب الواحد ثروة الشعب السوفيتي وفككته، وانتجت نظاما معاديا لكل تطلعات الشعوب الى الحريه ..وهذا ينسحب على كل منظومة الدول الاشتراكيه التي سرعان ما انهارت بثورات مخمليه لابد من دراستها لاحقا.
اعرض هذا التاريخ من المآسي ونحن نشهد تطرفا قوميا جديدا يحاول ان يسيطر على الحركة القومية الكرديه ..
ونرى ان التطرف ناجم عن الاضطهاد التي مارسته الانظمه في بلداننا سوريه والعراق .على الاكراد كما مارسته على غالبية شعوبنا فهم حرموا من حقوقهم القوميه، والشعوب حرمت من حرياتها السياسيه، وحرمت من ابسط الحقوق حتى حق الحياة فتحولت الى بؤرة مناسبة لانتاج التطرف الذي نشاهده ونعيشه…
ونحن في سورية قاومنا التطرف الديني بكل اشكاله السنيه والشيعيه وغيرها ودفع شعبنا ثمنا غاليا نتيجة انتشاره الذي لازال يهدد وحدة بلادنا واستقرارها..ولانزال نعتقد ان مقاومته تتطلب انتاج بيئة اجتماعيه وسياسيه لاتسمح له الاستمرار وهذا مايفسر موقفنا وفهمنا لشعار اسقاط النظام.
ونحذر من نمو التطرف القومي في اوساط الاكراد السوريين الذين يشكلوا جزءا مهما من شعبنا السوري ،ان نمو التطرف الكردي يساعد ويساهم في نمو التطرف المقابل أي التطرف القومي العربي..وهذا يبعثر جهود السوريين الهادفه الى اسقاط نظام الاستبداد االذي استباح الشعب السوري بكل مكوناته …
إننا نتوجه للجميع بضبط النفس وعدم الانجرار وراء الشعارات القومجيه التي ستزيد من انقسام الشعب السوري …ونحن نعرف ان العقلاء موجودين في اوساط شعبنا السوري، عربه وكرده مسيحيه واسلامه اشوريين وكلدان واسماعليين وغيرهم .. وندعو هؤلاء الوطنين العقلاء للعمل من اجل تشكيل وبناء نواة الدولة الوطنية التي يتساوى فيها جميع السوريين وتحقق المطالب المشروعه لكل مواطنيها،،
قد يعتب علينا بعض الاصدقاء بتوجهنا السياسي،،ولكننا نقول كما قاومنا التطرق القومي وحذرنا من طغيانه سنقاوم كافة اشكال التطرف الاخرى ونحذر من طغيانها وتأثيرها المدمر على مستقبل شعبنا،،
وارى انه من المفيد عرض مهوم الدولة في هذا السياق ..فالدولة اشكال منها الدولة الدينيه التي يسيطر فيها الدين الاوسع على المعتقدات الدينيه للآخرين وينفي وجودهم ويعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانيه ..والنموذج الامثل لهذه الدوله في عصرنا هي ايران..دولة ولاية الفقيه ..والسعودية دولة الوهابيين..والترجمه هي قتل اتباع الديانه السلاميه في الروهنجا وتهجيرهم…..
والدوله القوميه التي تسيطر فيها القوميه الكبرى على باقي القوميات وتحرمهم العديد من حقوقهم الوطنيه..
ودولة الحزب الواحد التي تتحول الى طبقه واديولوجيا وتعتقل كل الرافضين للحكم الحزب الواحد..وامثلتها كثيرة في العالم وقد سقط هذا النموذج واكد فشله وعدم قابليته للحياة ..وهناك بعض الانظمه الاكثر استبدادا لاتزال تقتل شعوبها من اجل استمرار بقائها …
وهناك الدولة الوطنيه الديمقراطيه التي يتساوى فيها جميع مواطنيها في الحقوق والواجبات وتفصل الدين عن الدولة وتستبعد الانتماء القومي في تقديم القيادات ..وتحترم وتحافظ على عقائد المؤمنين ودور عبادتهم واعيادهم ..الخ وتحترم الحقوق القوميه المشروعه لكامل القوميات المتواجده ضمن اطار وحدة الدولة وسيادتها على كامل اراضيها ،،،وهذا ماتحتاجه بلادنا وهذا ما تطلبه ثورتنا.
Social Links: