انسحب وفد النظام السوري من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، أمس الجمعة، وأكد عدم عودته الأسبوع المقبل إذا لم تسحب المعارضة بيانا يطالب بأن لا يكون للرئيس بشار الأسد دور في أي حكومة انتقالية.
وقال رئيس الوفد، بشار الجعفري «بالنسبة لنا كوفد حكومي فقد انتهت جولة المحادثات وسنغادر جنيف غدا (اليوم). أما دي ميستورا بصفته مبعوثا أمميا فهو يعلن ما يريد».
وأضاف: «ما دام الطرف الآخر يلتزم بخطاب الرياض 2 لن يكون هناك أي تقدم وهم يؤسسون العوائق بشكل طبيعي، في إشارة إلى موقف تبناه مندوبو المعارضة السورية في اجتماع في الرياض الأسبوع الماضي، وتمسكوا فيه بمطلبهم لاستبعاد الأسد من أي حكومة انتقالية.
تزامناً طالب وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف بتدخل دولي وضغط مكثف من قبل المجتمع الدولي والدول الصديقة للشعب السوري على النظام السوري وحليفته روسيا، من أجل عملية الانتقال السياسي وآلية تنفيذها والإصرار على عودة النظام إلى طاولة المباحثات ودخوله في مفاوضات جدية مع وفد المعارضة الموحد.
وقال الدكتور خالد المحاميد نائب المنسق العام لرئاسة وفد المعارضة وقوى الثورة، في لقاء مع «القدس العربي» إن تلويح النظام بالخروج من المفاوضات، دليل على عدم جديته لإيجاد حل سياسي ينهي المأساة السورية، ويوضح مدى تمسكه بالسلطة وتفريطه بمصير السوريين، وخاصة بعد شعوره بأن «رحيل الأسد» هو هدف وليس شرطاً مسبقاً، فوجد النظام نفسه مضطراً للتنصل من العملية التفاوضية.
وتصدر ملف المعتقلين طاولة المباحثات في اليوم الرابع من جولة المفاوضات في جنيف، وذلك في إطار وضع آلية عمل تضغط على النظام السوري لتوضيح مصير آلاف المغيبين قسراً في سجونه، حيث التقى وفد الهيئة العليا للمفاوضات مع الصليب الأحمر الدولي في المدينة السويسرية. وأفاد مصدر مسؤول من الوفد الموحد أن النظام السوري يمسك بملف المعتقلين كورقة ضغط يبتز عبرها المعارضين له.
من جهة أخرى وميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة السورية أسقطوا طائرة هليكوبتر لقوات النظام السوري جنوب غربي سوريا، أمس الجمعة، قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال المرصد إن الطائرة سقطت في منطقة خاضعة لسيطرة القوات الحكومية جنوب غربي دمشق بعد إصابتها بصاروخ. وأضاف المرصد الذي مقره بريطانيا، أن ضابطين سوريين من طاقم الطائرة قتلا.
وتزامن ذلك مع توثيق الشبكة السورية لحقوق الإنسان (غير حكومية)، في تقرير الضحايا الدوري الذي صدر أمس الجمعة، مقتل حوالي ألف مدني خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم على يد أطراف النزاع في سوريا. وسجل التقرير ارتفاعاً في حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد قوات الحلف السوري الروسي بنسبة 20٪، مقارنة بالشهر الذي قبله
Social Links: