الراب السوري  محمد أبو حجر – عدنان هورو

الراب السوري محمد أبو حجر – عدنان هورو

 14885952_1129545917128711_540389191_n

 

يوما” بعد يوم يثبت السوريين أنفسهم في الشتات والدول التي لجؤوا إليها في كل المجالات الثقافية والفنية واﻹقتصادية و النشاطية … ويوما” بعد يوم ندرك الجريمة التي يرتكبها كل العالم ضد بلدنا وشعبنا من قتل و تدمير و تهجير حيث التشرد والتشتت  أصبحت صفة ملازمة للسوري . وفي شتاته و تشرده يثبت السوري أينما كان وأينما وصل أنه صاحب حق و وطنه أصبح ملعب لكل القتلة منذ أول كلمة حرية قالوها ، دفع ويدفع السوري إلى اﻵن ثمنا” غاليا” لحريته و كرامته و لم يبقى مكان آمن يأوي إليه سوى الغربة والشتات  والتي ساعدتهم على إنتاجهم بإعادة صياغة أنفسهم إن أمكن و خاصة في مجال الفنون والثقافة و النشاط وأصبحوا على كل المنابر في كل دول العالم التي هربوا إليها . فمن حجم الحالة اﻹنتاجية التي ينتجها السوري أينما حط رحاله نلاحظ بتزايد أرقام و أعداد هائلة منتجة في العديد من النشاطات و الفعاليات  فأصبح النتاج السوري متلازمة مع أي نشاط أوربي يقام . فتعدد أشكال الفنون السورية وتنوعه في اﻷدب والثقافة والفن و الموسيقا ساعدت في كل  الوصول إلى أقصى دول العالم و لفتت اﻷنظار للكم الهائل من النتاجات السورية و خاصة في دول الداعمة و المساعدة ﻹنجاح المشاريع الفنية و الثقافية  التي نحاول من خلال لقائتنا  مع أصحاب المشاريع من تسليط الضوء عليها ، فإلتقينا بالسيد محمد أبو حجر من مدينة طرطوس والذي له إهتمام منذ بداية شبابه بموسيقا الراب فحدثنا عن بداية أعماله و نتاجاته وحتى تاريخ الحالي في بلاد الشتات :

أسسنا فرقة مزاج لموسيقا الراب عام 2007 في مدينة طرطوس الساحلية والمؤسسين هم محمد أبو حجر .. علاء عودة .. حازم زغيبة  ..حيث كانت أول فرقة للراب في الساحل السوري واعتمدنا منذ بداية التأسيس على موسيقا سورية تشابه موسيقا الراب العالمية التي انتجت في التسعينيات و مع تطور المشروع بدأنا بإضافة عناصر شرقية أكثر في عملنا كأصوات اﻵﻻت الشرقية و الايقاعات الشرقية ضمن نفس القالب العام لموسيقى الراب كما كانت تنتج في التسعينيات القرن الماضي ، أما من ناحية الكلمات والطرح فمنذ البداية كانت الفرقة ترى أن كلماتها هي إنعكاس لواقع المجتمع المعاش و انعكاس لوجهة نظر المضطهدين سياسيا” و اجتماعيا” و إقتصاديا” . لذا فإن إلتزام الفرقة بالطرح الرافض لم يأتي خارج السياق اليومي الحياتي للفرقة .

 

14877190_1129545897128713_309917639_n

و في صيف 2012  إضطررت لمغادرة البلد نتيجة تعرضي لﻹعتقال مرة ومن ثم محاولة اﻹعتقال مرة ثانية . وبعدها بفترة طويلة إلتقيت بصديق قديم في روما مكان دراستي الجامعية و شاركنا في حفل كعازف ايقاع شرقي و من بعدها بدأ مشروع الراب يتبلور أكثر بإعادة تأسيس مشروع فرقة للراب .

وتابع محمد أبو حجر مع أحمد نيعو مشروعهم في برلين بإضافة علاء زيتونة كعازف عود و زاهر القاعي كعازف كمان و ماتيو دي سانيس على اﻹلكتريب أو السامبلر و  اﻹنتاج اﻹلكتروني  عموما ”  .

كلهم أسسوا معا” فرقة ( مزاج رابوراتري ) أو بمعنى عنبر مزاج للراب الشرقي حيث تحاول الفرقة أخذ تجاربها الى أماكن أبعد من مجرد اضافة تلوينات شرقية لموسيقى الراب بل دمج الموسيقى الشرقية بالكامل مع موسيقى الراب فتصبح أغنية ( عالعين موليتين ) أو أغاني المولية مثلا” الخاصة بالجزيرة السورية كما هي موسيقى مناسبة لغناء الراب .

والجدير بالذكر أن الفرقة لها حضور و مشاركات و نشاطات ما بين سوريا و اردن و إيطاليا و دينمارك و ألمانيا و قريبا” في بريطانية .

والشاب محمد أبو حجر البالغ 29 عاما” حاصل على ماجستير في اﻻقتصاد السياسي من جامعة لاسابينزا بروما   ومن مواليد مدينة طرطوس الساحلية و مقيم في برلين حاليا” .

أمام هذه اﻹنجازات التي يخسرها الوطن لا نعرف هل نبكي ؟ أم نفرح ؟  فالبكاء على خسارتنا للوطن أولا” و على خسارتنا لكل هذا الجيل الشاب المنتج و الذي كان ممكن أن يساهم أن يساهم بالارتقاء وانجاز مشاريع داخل البلد ام نفرح ﻷنه لا زال السوريين يملكون اﻹرادة لتعبر عن سوريتهم ووطنهم  … فكل الشكر لكم أيها السوريون أينما كنتم بإنجازتكم .

عدنان هورو

  • Social Links:

Leave a Reply