انتخابات المهندسين: النقابة انتفضت وكسحت.. السلطة تجرّ الخيبة

انتخابات المهندسين: النقابة انتفضت وكسحت.. السلطة تجرّ الخيبة

نادر فوز – المدن:

من حيث لا ندري يأتينا الأمل. بصيص نور، ولو أنه ساطع وكاسح في نقابة المهندسين في بيروت. أو ربما ندري أنّ هذا الأمل الذي ردّ الروح، خرج من رحم عام ونصف عام من النضال المكثّف الذي خاضته “النقابة تنتفض” بكل جبهاتها ومجموعاتها وأحزابها. ومن سرّة أزمات وانهيارات وإخفاقات، والكثير من الفشل الذي زرعته المنظومة وأحزابها لدى اللبنانيين. في انتخابات المهندسين، اكتسحت قوى 17 تشرين الفروع والمندوبين. انتصرت بـ3 فروع من أصل 4، وفازت بـ220 مندوباً ومندوبة من أصل 283 مقعداً. فهل من ترجمة أخرى لتعريف الاكتساح الانتخابي؟ أصوات المهندسين صبّت 78.6% لصالح الانتفاضة، والباقي توزّع على أحزاب السلطة.

3 رئاسات فروع

حقّقت قوى التغيير المتمثّلة بـ”النقابة تنتفض” الفوز في انتخابات رئاسة ثلاثة فروع، هي الفرع الأول أي المهندسين المدنيين، والفرع الثاني أي المهندسين المعماريين، والفرع السابع أي المهندسين الزراعيين وذوي الاختصاصات الأخرى. فحصدت 15 مقعداً من أصل 20، بينما فازت قوى السلطة في الفرع السادس أي “فرع المهندسين الموظفين والمتعاقدين في الدولة والبلديات والمصالح المستقلة والمؤسسات العامة”. فمفهوم أن يكون ثقل السلطة في هذا الفرع الهندسي نظراً لارتباطه بالعمل لصالح مصالح الدولة التي تهيمن عليه الأحزاب والطوائف والزعامات. والأهم من كل هذا أنّ مرشحي الانتفاضة نالوا ثلاثة أضعاف عدد الأصوات التي نالها مرشحو أحزاب السلطة في الفروع الثلاثة.

220 مندوباً ومندوبة

وفي معركة هيئة المندوبين، حصدت “النقابة تنتفض” 220 مقعداً من أصل 283، أي حصدوا 78.5% من المقاعد. عدا أهمية النسبة، فإنّ هؤلاء الفائزين هم من أصل 231 مندوباً ومندوبة ترشحّوا باسم 17 تشرين. إذ لم يخسر إلا 11 مندوباً فقط، وجميعهم من الفرع السادس المحسوب أصلاً على قوى السلطة. أي أنّ نسبة فوز مرشحّي “النقابة تنتفض” بلغت 95.2% من إجمالي المرشحين على قوائمها. وتعدّ انتخابات هيئة المندوبين مؤشراً فعلياً لانتخابات نقيب المهندسين، كما أنّ ضمان رئاسة 3 فروع يعزّز حظوظ مرشحي قوى التغيير في انتخابات أعضاء مجلس النقابة.

جاء استحقاق اليوم سبّاقاً على مستويات عدّة. عدا انتصار الانتفاضة وانكسار السلطة، فإنّ حجم الكتلة التي شاركت في الانتخابات جاء ضخماً. إذ اقترع 8008 مهندسين في الانتخابات اليوم، وعادةً ما لا يتجاوز عدد المقترعين في انتخابات هيئة المندوبين والفروع 5000 مقترع. وهذه سابقة في تاريخ النقابة. هذا الإقبال الكثيف مؤشّر فعلي للواقع السياسي في النقابة، وعلى الأرجح في غيرها من النقابات. ويمكن أن يفسّر أيضاً قرارات تأجيل الانتخابات النقابية منذ عام 2019، ومحاولات تعطيل تنظيم الانتخابات على مدى أشهر بحجج مختلفة تبنّتها أحزاب المنظومة.

المعركة الأهمّ

انتهت المعركة الأولى التي تخوضها قوى التغيير في انتفاضة 17 تشرين بوجه السلطة في نقابة المهندسين. تبقى المعركة الأهمّ، يوم 18 تموز المقبل لانتخاب النقيب و10 من أعضاء مجلس النقابة. هي المعركة الأهمّ، التي لا يمكن أن تخاض سوى بالنفس التي خيض به استحقاق اليوم لجهة توحيد اللوائح والاعتراض. في محطة تموز المقبول، المطلوب التعالي أكثر عن الحسابات الضيّقة لكل مجموعة أو طرف من “النقابة تنتفض”. كما المطلوب أيضاً أن تفهم بعض المجموعات التي انشقّت عن تجمّع 17 تشرين أنّ أولوية كسر السلطة وأحزابها لا يقارعها أي خلاف أو تباين أو مصلحة شخصية.

فمن هذا المساء، تبدأ التحضيرات لموعد 18 تموز. 17 تشرين كسرت المنظومة وأحزابها. ولا بدّ من التذكير بالأحزاب التي تم اكتساحها: التيار الوطني، تيار المستقبل، حزب الله، حركة أمل والقوات اللبنانية. كلن يعني كلن، سقطوا مجدداً.

  • Social Links:

Leave a Reply