أردوغان والبيكمون أوباما

أردوغان والبيكمون أوباما

صفوان موشلي

 

الناطق باسم البيت الابيض يؤكد أن السيد أوباما يعتبر أردوغان حليفاً مقرباً، والطيب بالمقابل طمئن أوربا أن أي تفاهم مع الروس لن يكون على حساب الصداقة المستقرة مع القارة العجوز، كما بعث برسالة مماثلة للإدارة الامريكية تؤكد خيار تركيا الاستراتيجي باستمرارها عضواً فاعلاً بحلف الناتو، والتزام تركيا بمكافحة الارهاب، فيما صار يعرف بتركيا ما بعد الانقلاب . ورغماً عن كل هذه التطمينات المتبادلة يجمع الاعلام الاقليمي والدولي على وصف العلاقة التركية الامركية بالمتوترة، بل والأكثر توتراً منذ الزعيم المؤسس للجمهورية .

استمر هذا الغموض ليتحول إلى لغز، لولا تدخل الجنرال الامريكي جوزيف باتل فأماط عنه اللثام، ان الانقلاب أطاح بعشرات الجنرالات الاتراك اللذين تربطهم علاقات صداقة مع نظرائهم الأمريكان، مما أحال تركيا إلى بلد يصعب فهمه، بل وغابت ملامحه عن جنرالاتنا بعد أن فقدوا التواصل مع أصدقائهم المنقلبين . فحتى لو بقيت مدرجات انجرنيك متاحة والمعلومات الاستخباراتية عن الارهابيين تمر بسلاسة عبر الحواسيب، إلا أن اللمسة الانسانية المتمثلة باللهو المتبادل بين الجنرالات، والتي تخفف من توترهم في عملهم الضاغط ضرورية، كي لا ترتكب أخطاء فادحة كتلك التي ارتكبها جنرال مضغوط وجه صواريخه الحارقة على المدنين في محيط منبج لتحسين مزاجه، مما أضر بسمعة الجيش الامريكي. دون هذه اللمسة الانسانية سيصبح الجيش الامريكي بغباء نظيره الروسي . ثم أنه لهو طالما كان بريئاً لعشرات السنين خلت إلى أن شاعت لعبة الواقع المعزز “بيكمون كو” فقد طلب الجنرال أوز ترك من صديقه جيمس كلبر، أن يصطاد له بيكمون التنين الطائر من الحي الصيني في واشنطن ليهديه لصهره الطيار كهدية زفاف ثمينة، ففعل عن طيب خاطر ولكنه طلب بالمقابل أن يلعب معه أردوغان كو، فهي من العاب الواقع الاكثر تعزيزا فقاد F16 وقصف فندق مرمريس حيث ينام الطيب، والبرلمان اللذي يسانده، وهو لهو تجاوز حدود اللعب البرئ ولا شك، ولكنه لايستدعي هذا التطهير اللذي يحطم أجواء الدعابة التي بناها الجيش الامريكي مع نظيره التركي، وكان من الممكن التصرف بحكمة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بمنع الجنود من اللعب بال”بيكمون كو” حتى لاتتغير ملامح الشرق الاوسط.

 

  • Social Links:

Leave a Reply