نبيل العباس
ماحدث في السويداء الاسبوع الماضي، وتوّج بهجوم داعش على قرية بارك، وقتل 6 أشخاص، ليس بجديد، ولكنّ الجديد هو تطور المشاجرات إلى القتل في وضح النّهار، أمر جعل أهالي السويداء يلجأون للإعتصام أمام مبنى المحافظة، احتجاجاً عى غياب الأمن والأمان، وفقدان الحد الأدنى من أسس العيش، وانشغال الأجهزة الأمنية وتورطها بالفساد وعمليات الخطف والقتل، …..الخ، وكان النظام يعاقب اعتصامات السويداء السلمية، إما بافتعال تفجيرات كانت تقف الأجهزة الأمنية دائماً وراءها، أو بتحريك داعش على القرى المتطرفة في المحافظة، بغية ترهيب المواطنين .
ينشب خلاف بين شابين ينتميان لنفس مدرسة التشبيح، فيتطور الأمر للإشتباك بالسكاكين والطعن بقصد القتل في الأماكن القاتلة من الجسم كطعن الرأس والقلب … وفي وضح النهار … اضافة للخطف، وطلب الفدية الذي ينتهي غالباً بقتل المخطوف، والقتل الذي أصبح يتكرر بشكل شبه يومي . جعل الناس .. تعتصم احتجاجاً على ما آلت اليه من ترد للوضع الأمني , مطالبة بالقصاص من القاتل , مع التغييب المقصود للاجهزة الأمنية والقضائية . أدى لانجرار الناس الى اعطاء العشيرة أو ما يحلّ محلّها بالقصاص . والذي لو مرّر سيزيد الطين بلّة حيث ستنشئ كل عشيرة مجلس عشائري يقوم بتصفية من يرغبون على الطريقة الداعشية ..
الخلاصة في الأمر . أنّ أجهزة الأمن التي ما فتئت تكيد المكائد للسويداء وأهلها .. فشلت في إذكاء الفتنة بين أهل الجبل وأهل حوران ..كما فشلت في إذكاءها بينهم وبين البدو قاطني السويداء وجيرانها .. فلجأت لدقّ الأسافين بين عشائر أبناء الجبل أنفسهم ونراها تفشل أيضاً إذ اتخذت عائلة بلان في الحادثة الأخيرة موقف التخلّي عن القاتل وتسليمه للأجهزة الأمنية – غير الموثوقة أصلاً – مع رضى بيت أبو فخر عن موقف بيت بلان. وهكذا وئدت الفتنة بين العائلتين الكريمتين في مهدها ..ترافق ذلك كما العادة بافتعال الأمن اعتصام في سجن السويداء ليقوم بتصفية بعض السجناء فيه .
ودائماً تلجأ الأجهزة الأمنية في كلّ حالة توتر تعيشها المحافظة إلى قطع الانترنت عن المحافظة بهدف التعتيم على مكائدها
Social Links: