سامر كعكرلي
قرأت من أيام نداء عاجل من الصحفي السيد #حسن_ظاظا موجه لأكراد دمشق يدعوهم لتأييد ما يسمى “الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا” ولأنني من أكراد دمشق أحسست بأن هذا النداء موجه لي شخصيا وأحببت أن أرد عليه بالنقاط التالية وأعتذر سلفاً على طول البوست :
1- أنا دمشقي من حي الأكراد ذلك الحي العريق الذي اعتز به جداً والذي قدم العديد من الشهداء خلال الثورة السورية الكبرى من أمثال الشهيد أحمد بارافي والشهيد أحمد الملا والشهيد إبراهيم شيخاني والعديد من الرموز التي تعتز بهم سوريا وشعبها. كما أعتز بأصولي الكردية جداً ولكنني بنفس الوقت أعتز بسوريا التي تربيت في ربوعها وشربت من ماء بردها وأكلت من خيرات غوطتيها .
2- أعتز بهذا الحي الذي لبى نداء أطفال درعا من بداية الثورة وقدم الشهيد تلو الشهيد من #زرادشت_وانلي و #محمد_جمعة_ديركي و #محمد_سعيد_وانلي وحتى الشهيد الذي نعتز بشهادته #هافال_ظاظا ابن الصحفي #حسن_ظاظا .
3- أستغرب توقيت هذا النداء بعد أن تم تجاهل وجود أكراد دمشق من قبل الإدارة الذاتية شأنهم شأن الكثير من الأكرد السوريين المنتشرين في دمشق وحلب وإدلب واللاذقية وحمص وحماة ودرعا والقنيطرة لفترة طويلة من قبل ما يسمى “الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال سوريا”، وأطلب قبل أن يوجه مثل هكذا نداء الطلب من “أبناء العمومة” في كردستان العراق بأن يفتحوا أبواب إقليمهم أمام أكراد دمشق الذين توهموا بأن يكون هذا الإقليم مكان لجوئهم لأنهم أكراد، فتم محاسبتهم على عدم تكلمهم اللغة الكردية وهذا ليس ذنبهم بل ذنب نظام الأسد الذي منع ذلك منذ 1963،وقصص إعادة أبناء الحي من حدود الإقليم كثيرة لا مجال لذكرها . بينما الدول الغربية وتركيا لم تشترط تكلم لغة بلادهم عندما استقبلت اللاجئين السوريين . وهنا المفارقة
4- لم يلتفت القائمين في الإدارة الذاتية عندما اتخذوا قرارا من طرف واحد بإنشاء ما يسمى الإدارية الذاتية والفيدرالية لمصير مئات ألوف الأكراد خارج الشمال السوري وكيف سيؤثر ذلك سلبياً عليهم وهم يعيشون بين إخوانهم السوريين منذ مئات السنين وكيف سينظر لهم السوريين وهم يشعرون بأن قسم من الأكراد قد طعنهم في ظهرهم واستغلوا ثورتهم ضد الاستبداد لتنفيذ أجندات حزب يعتبره الكثير من السوريين والكًّرد الذراع الكردي لسلطة البعث والذي ما زال يحمي تمثال رمز الطغيان حافظ الأسد بعد أن حطم السوريين معظم تماثيله والقصد هما حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) .
5- إن من يظن بأن الحل بالنسبة للأكراد هو الفيدرالية فأعتقد بأن هذا سابق لأوانه كان الأولى الانتظار حتى يسقط الاستبداد وعندها يتفق السوريين عربا وكُّرداً وأشوريين وتركمان وكافة الأطياف على صيغة عقد جماعي جديد من الممكن أن تكون الفيدرالية من ضمنه وذلك بانتخابات حرة نزيه بإشراف دولي .
6- إن العبارة الذي روج لها الحزب الكردي الفاشي حزب (PYD) والتي مفادها بأن الأكراد لم يعد يثقوا بالعرب السوريين ولذلك طرحوا فكرة الفيدرالية والمجلس التشريعي الكردي (وذلك برأي بداية لتقسيم سوريا) مستغلين الفوضى الذي سببها حرب النظام السوري على السوريين هي عبارة فاشية من صنع حزب فاشي لأن الكرد في سوريا قبل نظام حزب البعث الفاشي لم يكونوا سوا مواطنين من الدرجة الأولى ولعل الكثير من الشخصيات السورية ذات الأصول الكردية والتي استلمت مناصب هامة في سوريا من أمثال الرئيس شكري القوتلي وعلي بوظو وغيرهم أكبر دليل على كذب هذا الحزب الفاشي وفضح أجندته التي تساهم في طرح النظام (إما أنا أو الفوضى) ولا أرى هناك فرقاً كبيرا في التفكير وفي الممارسة بين هذا الحزب وعصابات داعش فكلاهما خدما النظام السوري بأقوالهم وأفعالهم .
7- وأخيرا من مبدأ لا أحد أحسن من أحد يحق لي توجيه نداء لأهلي في حي الأكراد ولغيرهم من أكراد سوريا وأقول لهم نعم نحن الأكراد لنا حقوقاً يجب أن نأخذها ولكن بعد إسقاط نظام البعث الذي حرمنا من تلك الحقوق والسوريين في ريف دمشق وحلب ومضايا وباقي المدن السورية هم أهلكم الذين عشتم معهم بأمان على مدار مئات السنين فلا تشاركوا هذا الحزب الذي لم يتوانى على اضطهاد حتى الكرد الذين لم يكونوا مع رؤيته التقسيمية فاعتقل واغتال وشرد الكثير من شرفاءكم .
ثورتنا منتصرة طال الزمان أم قصر والاستبداد ماضٍ من غير رجعة وسيحاسب السوريين بكافة أطيافهم كل من خذلهم وتآمر على ثورتهم العظيمة .
Social Links: