مجرد رأي –  القاضي حسين حماده

مجرد رأي –  القاضي حسين حماده

 

يجري الآن حديث عن إجراء استفتاء في اقليم كردستان العراق اسبابه و دوافعه ومبرراته

بداية أرى بأن هذا الأمر شأن داخلي يخص الدولة العراقية وحدها لكن دون أن نسقط من اهتمامنا بأن هذا الإجراء له منعكسات على دول الجوار ، عليه فإني دون الخوض بأسبابه ودوافعه أبين ما يلي :

 

١- إن تطور المفهوم السياسي للدولة مر في سياقات منها الدولة الدينية إلى الدولة القومية ومؤخرا استقر على مفهوم الدولة الوطنية ، أي الدول في حدودها الجغرافية المعترف عليها دوليا، ولقد كان لهذا التحول مسار دفعت الإنسانية تكاليفه الكبيرة  بحيث راح ضحيته ملايين الاشخاص

 

٢ – إن البعض يتهم مفهوم الدولة القومية  بالشوفينية وخاصة ممن كانوا يعانون منها ، عليه فإن من كان يعاني منها عليه أن لايكون من دعاتها أو يتبناها كحل لمشاكله التي سببها الإستبداد وحده

 

٣ – هناك البعض ممن يشكك بفكرة المفهوم القومي سواء لجهة اللغة والتاريخ المشترك والآمال والأحلام المشتركة  أو حتى النسب ، و يرى أصحاب هذا القول أنه لا يجب أن يؤسس مفهوم الدولة السياسي على عوامل  تحتاج إلى  مزيد من المراجعة والتدقيق

 

٤ – إن نظام الاستبداد بكل صوره الدينية والقومية عانت منها شعوب منطقتنا بكل مكوناتها وأن الخلاص من نظام الاستبداد يأتي من خلال تكوين دولة وطنية ( وطن ومواطنة ) تضمن العدالة والمساواة لكل مكونات الشعب الثقافية والاجتماعية والسياسية في الإطار الوطني

 

٥ – إن القول بالدولة القومية المتجرأة تحت عنوان عدم وجود شريك غير مستبد يمكن المشاركة معه في بناء الدولة الوطنية ، فهو قول يمثل هروبا من مواجهة نظام الاستبداد ويأتي في إطار تخليق استبداد جديد بلون آخر بحيث سنرى قوى قمعية تهيمن على تلك الأقاليم المخلقة وسيحكمها علاقات متناحرة بين بعضها البعض وبينها وبين  دول الجوار،  هذا الأمر يزيد من معاناة شعوب المنطقة برمتها

 

في الخلاصة

إن مفهوم الدولة الوطنية التي تحترم كل القوميات والأديان وتنظم العلاقات بين الأفراد والمجتمع وبين المجتمع والنظام  وفق مبادئ دستورية واضحة وقواعد قانونية بينة تقوم على مبدأ المساواة بالحقوق والواجبات لكل مكونات الشعب وأفراده، هي الحل الامثل لكل شعوب المنطقة.

  • Social Links:

Leave a Reply