كثيرات هن النساء اللواتي شاركن بالثورة السورية والأمل بمستقبل يحمل لهم العدالة بكافة انواعها يملئ قلبهن
وبنظرة على واقع المرأة السورية بين الثورة وما قبل الثورة بتنا نخشى حقيقة من أن تشكل الثورة السورية إنتكاسة لمسيرة المراة السورية في ظل الفكر الذي بدء بالظهور والنمو والاتساع ليس فقط على مستوى بعض الفصائل المقاتلة المتطرفة التي تريد ان تعيد المرأة إلى زمن السبايا والجواري وأسواق النخاسة وبدل أن كنا نطالب برفع نسبة مشاركة المرأة السورية في مفاصل الدولة عدنا إلى ما قبل الصفر في مسيرة نضالنا
حيث بتنا نخشى من أن نتحول إلى مطالبين بمنع بيع الجواري في الاسواق العامة واعتبار كل النساء السوريات حرائرلا يمكن الإتجار بهن ربما هذا الفكر تجلى بصورة مختلفة عند طيف آخر من المعارضة والذي يعتبر نفسه يمتلك ثقافة أخرى مغايرة لثقافة الجواري والسبايا ربما يرى نفسه فكر متقدم حيث رفع قيمة المرأة من جارية إلى قصر بحاجة إلى ولي أو انهم مؤمنين بمقولة خابوا من ولوا أمرهم لإمرأة فكيف لها أن تشارك بحكومة أو هيئه أو أي مركز لصناعة قرار وربما ايمانهم الأعمق ان الثورة ستحفظ مكانة المرأة مستقبلا في المطبخ لتعيدها إلى ما كانت عليه حتى قبل الاحتلال الفرنسي لأنه حتى في زمن الاحتلال النساء شاركن بتحرير سوريا وكانت “نازك العابد” إحدى بطلات ذلك الزمن ومنحت رتبةعسكرية فخرية نقيب لبطولاتها التي سطرتها بكل شجاعة وإرادة وتصميم وفي زمن الأسد كانت متساوية مع الرجل في حيث كان الظلم من قبل السلطة واقعا على كافة أفراد المجتمع ومكوناته فاتت مشاركتها بالثورة حتمية وضرورية بناء على إحساسها بالمواطنة
ولكن بعدهذه السنوات وبعد ما نشهده من تحولات فكرية حتى على مستوى القيادات بات لزاما علينا أن نسأل
أين تتجه اليوم مسيرة المراة هل إلى صعود أم إلى هبوط ؟
إن كل المعطيات من حولنا تنبئنا بمستقبل مرير سيواجهنا كنساء بعد هذا الواقع الأليم الذي نعيشه قتلا وتهجيرا واعتقالا
و أيضا انكاراً لحقنا في رسم وتشكيل دولتنا وبعد كل هذه التضحيات وبروز عثرة الفكر الإقصائي بات لزاما على المراة السورية
أن تعمل بجد اكثر لوقف هذه الهجمة التي تستبيح انسانيتها من كل النواحي
فهي المرأة التي باتت تملك العلم والخبرة والتجربة الكافية التي تجعلها تمتلك زمام أمورها وتفرض وجودها في كل مكان وبجدارة ولن تجد صعوبة بتجاوز هذه الانتكاسة في مسيرتها والعودة بالثورة إلى طريقها الصحيح
ثورة اسقاط النظام الديكتاتوري لا ثورة على النساء من أجل منعهن من العمل أو المشاركة في السياسة
على المرأة أن ترفض رفضا قاطعا أي انتهاك ينتقص من حقها من أي طرف كان و مهما كان السبب
عليها ألا تصمت لأننا اليوم نمر بمرحلة إعادة تكوين فكري و ليس فقط بحرب بين نظام ومعارضة صواريخ وقنابل وطائرات بل بحرب فكرية تدميرية معقدة والضحية الأولى لهذه الحرب ستكون المرأة والسلاح القوي والفعال في هذه الحرب هو بناء جدار قوي من الثقافة الناضجة تتجذر أسسه في عقل المرأة لتنشره بكل صبر بكل أوساط المجتمع من القاعدة إلى رأس هرمه المتمثل بمراكز صناعة القرار
ويجب أن يتيقن الجميع أنه لن يبنى مجتمع وفيه فكر اقصائي لأي مكون من مكوناته
واستكانة المرأة اليوم وقبولها بأمر واقع على أمل تغيره مستقبلا سيزيد الأمر صعوبة وسيضعها أمام تحديات مستقبلية جديدة
Social Links: