البيان الختامي
لحملة المعتقلين الدولية تحت شعار ” قافلة القلوب البيضاء لتحرير المعتقلين “
سورية وطن معتقل منذ خمسة عقود ، لا حرية فيها إلا لمافيات سلطة الطغيان الأسدي الكيماوي ، ومافيات أسياده وتفرعاته السوداء ..
ومقتلة فريدة لشعب معروف بقيمه الحضارية ، مفتوحة منذ ثماني سنوات لتكون الأطول والأكثر بشاعة في التاريخ الحديث ، حيث انفلات عبقرية الإجرام والغزو في قلب الحضارات العالمية .. ولتصبح المأساة الانسانية الكبرى تحت أنظار العالم حيث تصمت وتتواطؤ القوى التي يتوجب عليها حفظ الأمن والسلام وحماية الشعوب بما فيها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالذات ، ووفق الشرعة الدولية التي أفرزتها عبثية الحروب الكونية وآلام الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية وتعززت عبر سمو الوعي والضمير البشري ..
صمت يتجاوز التشجيع ، وتواطؤ يشكل غطاءا ، بدل إيقاف ومحاكمة المجرمين ، كل ذلك جعل من الاعتقال في سورية مأساة إنسانية بحجم وطن وبحجم الضمير الانساني المفترض … فالكل معتقل بصيغة وبأخرى طالما أنّ السوريين محرومون من الحرية الفعلية المصانة شرعاً ..
والاعتقال في سورية ليس حاجة دفاع عن دولة أو محاولة مشروعة لفرض استقرار مجتمع بل هو سلوك مَرَضي متأصل مسعور وفلسفة سلطة أسدية في تدمير وطن وإبادة شعب ، تراكم جرائم التصفية المباشرة وضحايا المعارك ، وتتجاوز معاناة ” الشهادة ” الأليمة
إن إخفاء الرقم الحقيقي للمعتقلين والذي يتجاوز بكثير الأرقام الموثقة مأساة وطنية وإنسانية بحد بذاته.. و لا تقف عند مناضل مسالم من أجل حريته بل يقضم الشيوخ والنساء والأطفال الأبرياء حقداً وابتزازاً .. وإبادة . بل تطال حتى هؤلاء الذين انجروا لمصالحات مفضوحة فاضحة
مأساة ما قد يتجاوز نصف مليون من المعتقلين والمختفين قسراً تمّ الاجهاز على الكثير منهم .. ومأساة من قد يخرج حيّاً مثقلاً بعاهات دائمة وأمراض اجتماعية ، أضحت منذ سنين قضية القضايا – الوطنية والدولية – المفترضة التي كانت تحتاج إلى جهود جدية وفعالة و أداءً سياسياً مختلفاً من قبل هياكل المعارضة والتفاوض والتزاماً حاسماً لايسمح بأي تجاهل أو تنازل أو تسويف تحت أي حجة كونها قضية فوق تفاوضية حتى وفق قرار مجلس الأمن 2254 ..
في هذا المناخ المخيف ، وتصميماً على وضع قضية المعتقلين في مكانتها المستحقة ، في قلب الحدث السوري وفي صدارة المهمات الوطنية والثورية والانسانية ، وتتويجاً لجهود مختلف اللجان والهيئات والمنظمات القانونية والثورية والشعبية وبمبادرة من إتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم . التقت الإرادة الوطنية في هذه الحملة القانونية والشعبية العادلة في مدريد ومختلف النقاط داخل وخارج الوطن وقررت ما يلي :
1 – استمرار الحملة المنظمة تحت شعار ” قافلة القلوب البيضاء لتحرير المعتقلين “ حتى تحرير آخر معتقل سوري ومعرفة مصير والمغيبين قسرا ..
2 – تشكيل هيئة حقوقية للمتابعةوتنسيق الجهود لخدمة قضية المعتقلين السوريين والمغيبين قسرا ، وحقوق اللاجئين وملاحقة المجرمين وتطبيق العدالة .. ولتحقيق ذلك تم إطلاق مبادرة من إتحاد تنسيقيات السوريين حول العالم تقضي بتشكيل لجنة تأسيسية كنواة للعمل .
3 – التوجه إلى الضمير الانساني والرأي العام العالمي والمؤسسات المختصة والمعنية عربيا وعالميا ، لتحمل المسؤوليات القانونية والشرعية من أجل إستعادة النظرة الموضوعية للحجم الفظيع لهذه القضية كضحية للطغيان الداخلي ، والاحتلالات الأجنبية والتلاعبات الدولية..
4 — لم يعد من المقبول الإستكانة لروسيا الإتحادية في تعطيل مجلس الأمن إزاء كل القرارات المتعلقة بالنظام السوري المجرم ، وإهمال واقع أنها دولة محتلة ومشاركة في أعمال القتل بحق الشعب السوري .. وليس مقبولا أيضا أن يستمر إفساح المجال للدور الإيراني المجرم في إرتكاب مجازره المتواصلة بحق شعبنا ..
5 — نتوجه إلى العالم الذي يتغنى بالحرية وحقوق الإنسان ، لا سيما في أمريكا وفرنسا وبريطانيا ونقول :
لم يعد مفهوما هذا العجز الإختياري عن وضع حدٍ لمأساة مئات الآلاف من المعتقلات والمعتقلين السوريين في أقبية سفاح دمشق ومجموع التنظيمات الإرهابية التي تدور في فلكه وفلك حلفائه ، سواءً في داعش أو النصرة أو حزب الله الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران أو ميليشيات pyd الإرهابية ..
ونذكّر : إن بعض أنواع الصمت أو التقصير — كما في الحالة السورية — يعتبر مشاركة مباشرة وفعلية تحاسب عليها القوانين الدولية ..

Social Links: