بعد نفي متحدث باسم الجيش الأميركي مزاعم النظام السوري بدخول قواته إلى مدينة منبج يوم أمس أكدت مصادر محلية من داخل مدينة منبج، بدورها، “عدم دخول وحدات من قوات النظام السوري إلى المدينة”، مشيرة إلى أن “أعلام النظام لم تُرفع في المدينة أبداً”كما يتناقلون بوسائل الإعلام الموالية للنظام .
وأضافت المصادرمن داخل المدينة أن لاوجود لأي عنصر من قوات النظام على الإطلاق وأن الوضع داخل المدينة لم يتغير وكل مايقال بأن قوات النظام داخل مدينة منبج عار عن الصحة ولايوجد سوى عناصر من قوات سوريا الديمقراطية
عنصر من الشرطة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية بمنبج.
يذكر أن المصادر كانت كشفت في وقت سابق عن وجود اتفاق أبرم بين قوات النظام و”مجلس منبج العسكري” في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري برعاية روسية ـ أميركية يقضي بأن تنتشر قوات النظام على طول خطوط التماس مع القوات التركية والسورية الموالية لها على أطراف منبج وليس داخلها.
وقد يقضي هذا الاتفاق بين الطرفين أيضاً بدخول مجموعات من جيش النظام إلى مدينة منبج والسيطرة عليها لاحقاً، تجنباً لهجومٍ بري كانت تستعد أنقرة لشنّه هذا الشهر.
كما من المحتمل أن تسيطر قوات النظام على المباني الحكومية فقط، في تجربة مشابهة لمربعاته الأمنية بعموم مراكز المدن الرئيسية في سوريا، كما هي الحال بحلب والحسكة والقامشلي، إذ تتواجد عناصر من قوات النظام في مساحاتٍ صغيرة تُعرف بـ “مربعاتٍ أمنية” وأعداد هؤلاء العناصر غالباً ما تكون قليلة وضمن مؤسساتٍ خدمية.
في الأثناء تشهد مدينة منبج التي يقطنها العرب والأكراد وأقليات أخرى عرقية ودينية حالة من الهدوء الحذر والترقّب الشديد.
وتطمح “وحدات حماية الشعب” التي تعتبرها أنقرة “إرهابية” و”امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا” إلى تجنب الهجوم البري الذي قد تشنّه أنقرة برفقة فصائل مسلحة من المعارضة السورية الموالية لها، حيث أعلنت الوحدات ظهر اليوم انسحابها من مدينة منبج في بيانٍ صحافي أكدت فيه أنها بذلك تتفرّغ لمحاربة تنظيم “داعش” شرق نهر الفرات.
كذلك يتخوف الأهالي من “موجة نزوح جديدة”، بعد أن نزحوا مرتين، الأولى إبان سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة في ما كانت الثانية أثناء محاولة قوات “سوريا الديمقراطية” السيطرة عليها مجدداً.
وعلى الرغم من التوترات التي تشهدها المدينة، إلا أن “مجلس منبج العسكري” الذي يتبع لقوات “سوريا الديمقراطية”، وهي تحالف فصائل كردية ـ عربية تخوض صراعاً شرساً ضد “داعش” في آخر معاقله، يمارس مهامه حتى الآن.
وفي ما أكد النظام عبر وزارة دفاعه دخول الجيش إلى مدينة منبج بالتزامن مع ترحيب الكرملين الروسي إلا أن هذه الوحدات لم تظهر على الأرض أبداً وفق شهود عيان أفادو أن “مجلس منبج العسكري هو الوحيد الذي يسيطر على المدينة حتى الساعة في حين شكك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدخول قوات النظام إلى منبج.
في المقابل، أكد يوسف حمّود، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الذي تدعمه أنقرة، أن “قواتهم تحرّكت باتجاه كامل محور الجبهة مع مدينة منبج وريفها”وأن المعركة سيعلن عنها في القريب العاجل.
Social Links: