لنجعل ذكرى استقلال سورية مناسبة للحصول على الاستقلال الثاني

لنجعل ذكرى استقلال سورية مناسبة للحصول على الاستقلال الثاني

يحتفل شعبنا السوري في  السابع عشر من نيسان بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي الذي جثم على صدره لربع قرن قضاها الشعب السوري بمقاومة هذا الاحتلال البغيض وقدم لقاء ذلك مئات الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية والاستقلال، ولم ينسى رواد استقلال سورية وهم يقارعوا قوات الاحتلال الفرنسي رسم السياسات المستقبلة لسورية كما يروها فهاهو سلطان باشا الأطرش يدعو في بيان الثورة السورية الكبرى في عام 1925 بأن “الدين لله والوطن للجميع” ضارباً بذلك أروع مثل على الوعي الوطني الذي تميز به السوريين بتجاوزهم لكافة الأمراض التي حاول المستعمر الفرنسي ترسيخها ضمن شعب سوري واحد، وإصراره على إقامة دولة المواطنة التي تساوي بين كافة أبناءها، وهاهو الثائر إبراهيم هنانو يدعو الشعب السوري في عام 1928  للتمسك بالنظام الديمقراطي البرلماني بصفته تعويضا عما خسرته سورية جراء الاستعمار، فمع الديمقراطية سيؤسس الاستقلال وطنا حديثا ،مؤهلا للتنمية التي ستفضي إلى إسعاد المواطنين السوريين.

وعلى الرغم من فترة الانقلابات العسكرية التي ابتدأها حسني الزعيم في عام 1949 لم يهادن الشعب السوري ولم يستكين بل بقي أميناً على إنجازات الاستقلال ودعوات رواده، وأسقط بكل شجاعة كل الديكتاتوريات العسكرية ليقيم أخيراً دولته المدنية والديمقراطية في خمسينات القرن الماضي.

ولكن وبتآمر من القوى الرجعية والإمبريالية العالمية التي أبت أن تستلم أمام صمود هذا الشعب العظيم فكرس على هذا الشعب أقسى أنواع الدكتاتورية المجرمة القاتلة من خلال انقلاب عسكري تم تسميته ثورة الثامن من آذار ولحقها انقلاب عسكري أخر قام به الديكتاتور حافظ الأسد تحت مسمى الحركة التصحيحية ليستلم مقاليد الحكم في سورية حكم عائلي مجرم استغل المكونات الطائفية والعشائرية  في سبيل ثبيت حكمه.وعمل من اليوم الأول ببث الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب السوري وحكمهم بالنار والحديد لمدة تجاوزت النصف قرن أهدر بها هذا النظام مقدرات الشعب السوري التي راكمها على مدار أكثر من سبعة آلاف سنة هي عمر سورية من خلال عمليات نهب ممنهجة لتلك المقدرات. ليصار بعد رحيل الأسد الأب على توريث غير شرعي لابنه بشار الأسد الذي ضرب بعرض الحائط بكل تطلعات الشعب السوري نحو التخلص من الاستبداد والتوجه نحو الحرية والديمقراطية. وعلى الرغم من قسوة الاستبداد والإجرام الذي رافقه أبى الشعب السوري الاستمرار بهذا الوضع فأشعل ثورة الكرامة في منتصف آذار من عام 2011 في ظل ثورات الربيع العربي، فواجهها النظام بهمجية وقسوة دموية لم يشهد بها تاريخ أي ثورة من الثورات التي شهدها التاريخ الحديث.الأمر الذي أدى لتحويلها لحرب طاحنة تدخل بها كافة الدول حاملة معها أجندتها التي بكل تأكيد لا تتوافق مع تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية ودولة المواطنة مما فتح الباب على مصراعيه لدخول تنظيمات غريبة على مجتمع السوري سواء طائفية متمثلة بالتنظيمات المتأسلمة أم تنظيمات عنصرية شوفينية مثل حزب PYD الانفصالي.

وعلى الرغم من قسوة المشهد ومن إجرام نظام الأسد والمحتلين الروس والإيرانيين الذي جلبهم هذا النظام، وعلى الرغم من تقدم النظام عسكريا في أغلب المناطق السورية إلا أننا كحزب سوري ثوري نشأ في حضن هذا الثورة العظيمة ما زلنا على يقين تام بأن شعلة الثورة في صدور السوريين لم تخمد ولن تخمد إلا بتحقيق أهدافها بالحرية والكرامة. وأن من هزم لا ينتمون بالأصل لهذه الثورة العظيمة.

وبهذه المناسبة العزيزة على قلوب كافة السوريين فإن حزب اليسار الديمقراطي السوري يتقدم بالتهنئة القلبية للشعب السوري العظيم، ويدعوه لتحويل ذكرى الاستقلال مناسبة لاستعادة قرارهم الثوري والانتفاض مجددا في وجه هذا النظام المجرم والسعي الحثيث لتحرير سورية من كافة القوات الدخيلة على الأراضي السورية سواء جيوش أجنبية أم أفراد غريبة.

تحية لشعبنا السوري بذكرى الاستقلال

تحية لشهداء سورية والشفاء لجرحاها والحرية لمعتقليها.

النصر لثورتنا ثورة الحرية والكرامة.

اللجة المركزية لحزب اليسار الديمقراطي السوري

2020/4/17

  • Social Links:

Leave a Reply